٤ أفلاطون . وارسطاطاليس الشيء الواحد حسب ما ذكرنا لاسيما اذا لم يتدبر الرأي الذي يعتقده مراراً ولم ينظر فيه بعين التفتيش والمعاندة وان حسن الظن بالشيء أو الاهمال في البحث قد يغطي ويعمي ويخيل واما العقول المختلفة اذا اتفقت بعد تأمل منها وتدرب وبحث وتنقير ومعاندة وتبكيت وإثارة الأماكن المتقابلة فلاشي أصح مما اعتقدته وشهدت به واتفقت عليه ونحن نجد الألسنة المختلفة متفقة بتقديم هذين الحكيمين وفي التفلسف بهما تضرب الأمثال واليهما يساق الاعتبار وعندهما يتناهى الوصف بالحكم العميقة والعلوم اللطيفة والاستنباطات العجيبة والغوص في المعاني الدقيقة المؤدية في كل شيء الى المحض والحقيقة واذا كان هذا هكذا فقد بقي أن يكون في معرفة الظانين بهما أن يكون بينهما خلافاً في الأصول تقصير. وينبغي أن تعلم أن ما من ظن يخطيء أوسبب يغلط الا وله داع اليه وباعث عليه ونحن نبين في هذه الموضع بعض الأسباب الداعية الى الظن بأن بين الحكيمين خلافاً في الأصول ثم تتبع ذلك بالجمع بين رأيهما 1 اعلم ان مما هو متأكد في الطبائع بحيث لا تقلع عنه ولا يمكن خلوها عنه والتبر أمنه في العلوم والاراء والاعتقادات وفي أسباب النواميس والشرائع وكذلك في المعاشرات المدنية والمعائش هو الحكم بالكل عند استقراء الجزئيات إما في الطبيعيات فمثل حكمنا بأن كل حجر يرسب في الماء ولعل بعض الأحجار يطفو وان كل نبات محترق بالنار ولعل بعضها لا يحترق بالنار وان جرم الكل متناه ولعله غير متناه
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/42
المظهر