والذين درسوا كتب أفلاطون من الأوربيين قسموها الى أقسام حسب الزمان الذي كتبها فيه والاحوال التي كتبت فيها وقالوا ان أقدمها كتب المحاورات الصغيرة التي لم يخرج فيها عما سمعه من معامه سقراط على ما يظهر من مقابلتها بما كتبه زينوفون ومن ذلك كتاب خرميذس في العفة وكتاب لا خيس في الشجاعة ومن أشهر هذه المحاورات محاورة سقراط مع أفرو طاغورس حيث أبان ان المعرفة أساس الفضائل كلها والمرجح أن أفلاطون كتب هذه المحاورات قبل موت سقراط .. قال ديو خيس البلاريني واطلع سقراط على محاورة ليس في الصداقة فقال اللهم ما أكثر الا كاذيب التي نسبها الى هذا الفتى وقد اعتاد الكتاب ان يقسموا فلسفة أفلاطون الى ثلاثة أقسام المنطق والطبيعيات والادبيات وهو لم يقسم كتبه كذلك ولا كانت له طريقة فلسفية خاصة ولا نظام خاص وكل ما قاله وعلم به مني على ما سمعه من معلمه سقراط وقد ضمنه كثيرا من أقوال الفلاسفة الاقدمين التي أغفلها سقراط عمداً ثم أخذ ارسطوطا ليس أقوال أفلاطون وبني عليها فلسفته فكأنه رأى فيها من الاحوال الفلسفية ما لم يره أفلاطون نفسه ولما قام سقراط كانت عقول الناس قد اضطربت وجعلوا يرتابون به في المسلمات ولا سيما لما رأوا ان ما أيده الانسان واجبا في أثينا قد لا يعده واجبا في اسبرطة فقالوا علام
نسي في البحث عن الواجب ولا نكتفى بالعمل حسب مقتضى الحال.