تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
شرح فصوص الحكم
١٤١
للحق الأول وهي برية قدسية على ما يتجلى لها هو اللذة القصوي [١]
- ↑ لما ذهب جماعة الى انحصار اللذة القوية مطلقاً في الحسية كالأكل والشرب والجماع والغلبة فهؤلاء لا يتجاوزون مرتبة البهائم والسباع وذهب طائفة أخرى الي عدم انحصار اللذة القوية فيها فهم يثبتون اللذة العقلية أيضاً ولكن يستحقرونها بالقياس الي الحسية فأشار الشيخ الي ردها بإن قال اللذة العقلية هو اللذة القصوى وبيانه ان اللغة ادراك ما هو كمال وخير عند المدرك من حيث هو كذلك ولا شك في تفاوت الادراك في حد نفسه بالشدة والضعف وبالقياس الى متعلقه فتتفاوت اللذة . أيضاً وذلك إما بتفاوت الادراك أو المدرك أو المدرك أما يتفاوت الادراك فلانه كلما كان أتم كانت اللذة اكثر كما ان العاشق اذا رأي معشوقه من مسافة أقرب تكون لذته أكثر مما اذا رآه من مسافة أبعد وأما بتفاوت المدرك فلان لذة السمع الصحيح من الصوت الحسن أشد من لذة السمع المريض منه ويمكن أن يرجع هذا إلى تفاوت الادراك وأما بتفاوت المدرك فلان المعشوق المنظور كلما كان أحسن تكون اللذة في رؤيته أكثر ولا شك ان ادراك القوة العاقلة أقوي من الادراكات الحسية لان الادراك العقلي واصل الى كنه الشيء الذي هو أصعب المدركات حتى يميز بين الماهية وأجزائها ثم يميز بين الجلس والفصل وجلس الجنس وفصل الجنس ويميز بين الخارجي اللازم والمفارق وبين اللازم بوسط وبغير وسط والادراك الحسي لا يصل إلا الى المحسوس