﴿فص﴾ كل ما هية مقولة على كثير بن كالانسان وليس قولها على كثيرين لماهيتها والا لما كانت ماهيتها مقترنة بفرد فذلك عن غيرها فوجودها معلول لغير الذات
في هذا المقام ان العدم مقتضى ذات الممكن وله تقدم بالذات على وجود الممكن واعترض عليه بان الممكن متساوي النسبة الى الوجود والعدم فكما أن وجوده يكون من الغير كذلك عدمه أيضاً يكون من الغير فلا يكون من ذاته وأيضاً لو كان عدمه مقتضى ذاته لكان ممتنعاً بالذات وقد فرضناه ممكنا بالذات هف وبان تقدم عدم الشيء على وجوده باطل اذ لا يصح ان يقال عدم الشيء فوجد ولنا ان تجيب عنه بان نقول الممكن الموجود لما كان وجوده من غيره فاذا قطع النظر عن الغير واعتبر ذاته من حيث هو لم يمكن له وجود قطعاً وهذا السلب للمغلول ثابت في حد ذاته لازم له من حيث هو هو سواء كان في حالة الوجود أو في حالة العدم وهو المراد بالعدم الذي قيل فيه أنه مقدم على وجود الممكن لان صريح العقل حاكم بان وجوده من الغير لاجل انه ليس موجود في حد ذاته اذ لو كان له وجود في حد ذاته لم يمكن ان يوجد من الغير والا يلزم تحصيل الحاصل لا ان اتصافه بالعدم الذي هو رفع الوجود ويستحيل اجتماعه معه من مقتضي ذاته ليلزم المحال فان ذلك بين البطلان لا يتفوه به عاقل فضلا عن عظماء الحكماء
(۹-فا )