﴿فص﴾ الماهية المعاولة لا يمتنع وجودها في ذاتها والا لم توجد
عنه بل الانفكاك وتصوره كلاهما محال ولا يخفى على ذى مسكة ان لا مرتبة في الموجودية أقوى من هذه المرتبة الثالثة التي هي حال الواجب تعالي عند جماعة ذوي بصائر ناقبة وأنظار صائبة ولم يريدوا بقولهم ان وجوده تعالى عين ذاته أن ذاته تعالى فرد من أفراد مفهوم الوجود المطلق المشترك العارض للاشياء حتى يرد عليهم ان تصور الانفكاك ليس بمستحيل حينئذ لأن الذات على هذا التقدير غير الوجود بحسب الواقع فيتصور الانفكاك بينهما كمرتبة الاوسط للموجود فيلزم انلا تحقق المرتبة الثالثة التى هى المرتبة العليا بل أرادوا به أنه تعالي هو الوجود المحض يعنى أنه بحيث لو حصل في العقل لما أمكن للعقل ان يفصله الي معروض غير الوجود وعارض هو الوجود كما انه يفصل الموجودات الممكنة اليهما كالانسان فانه عند التفصيل وجده العقل انه أمر يعرضه الوجود فهو شي موجود لا انه موجود من حيث هو بلا اعتبار شي معه ولذلك يحتاج الممكن الى علة تجعل ذلك الامر المغاير للذات مرتبطاً بها ولا يحتاج الواجب اليها لعدم المغايرة بين الذات والوجود فلا يتصور الانفكاك بين ذاته تعالى وبين كونه موجوداً وهو كونه بحيث تصدر عنه الآثار الخارجية بخلاف المرتبتين الاخيرتين واما تصور الافكاك بين الذات وبين مفهوم الوجود المطلق البديهي النصور فهو ممكن لانه يغاير الذات .. فان قبل المراتب الثلاث للموجود