انه قد كان قبل نفسه فلا يجوز أن يكون الوجود من اللواحق التي للماهية عن نفسها اذ اللاحق لا يلحق الشيء عن نفسه الا الحاصل
وهو باطل لان قولنا وجد الانسان يقتضى ان يكون الانسان انسانا و موجوداً وقولنا فصار انسانا يقتضى ان لايكون انسانا في تلك المرتبة فيتناقضان لا يقال تقدم الوجود على الماهية في الاعتبار بمعنى ان العقل يعتبر الوجود أولا والماهية ثانياً بان يحكم بأنه وجد فصار انسانا لا أنه وجد الانسان فصار انسانا حتى يتناقض كما يقال ان الجسم النامي بشرط الحساس يصير حيوانا .. لا نا نقول الوجود لا يتصور الا عارضاً مرتبطاً بغيره فلا يمكن للعقل ان يعتبره قبل اعتبار معروضه فلو لم يقدم على الوجود فلا أقل من ان يكون معه على أن قولكم وجــد يقتضى ارتباط الوجود بغيره فذلك الغير ان كان انسانا عاد المحذور وان كان غيره فاما ان يكون مبهما يصير بضميمة الوجود معينا أو لا يكون فان كان الأول يلزم ان يتغير التي في ذاته بسبب أمر. خارج عنه عارض له وهو باطل لان ذلك التغير لا يمكن الا من أمر داخل كالفصل بالقياس الى الجنس فان الحيوان اذا أخذ من حيت هو مبهم واعتبر الناطق فيه صار نوعا معينا هو الانسان فكونه انسانا انما يكون بالفصل الذي هو داخل لا بالوجود الذي بينا انه زائد وإن كان الثاني يلزم ان تتأخر انسانية الانسان عن وجود عيره لا عن وجود نفسه هذا خلف وأيضا الوجود من الصفات الاعتبارية المنتزعة