فمحال أن تكون الماهية يلزمها شيءٌ حاصل الا بعد حصولها ولا يجوز أن يكون الحصول يلزمه بعد الحصول والوجود يلزمه بعد الوجود فيكون
لو كان بينهما تقدم وتأخر ذاتي فلا يخلو اما ان تكون الماهية متقدمة على الوجود أو يكون الوجود متقدما عليها لا جائز ان تكون الماهية متقدمة عليه بالذات والا لوجب أن يصح قولنا صار الانسان السانا فوجد اذ التقدم الذاتي بين الشيئين مصحح لدخول الفاء على المتأخر المحتاج وليس كذلك لان اعتبار كونه مقدما على الوجود هو اعتبار كونه معدوما صرفا والمعدوم الصرف لا يكون السانا ولا مقدما على الوجود بل هو لا شيء محض يسلب عنه جميع المفهومات ولا جائز أيضاً ان يكون الوجود مقدما عليه لأنه لو كان مقدما عليه فلا يخلو اما ان يكون باعتبار وجوده في نفسه أو باعتبار ثبوته للماهية لا جائز ان يكون باعتبار وجوده في نفسه والالزم أن يوجد الموجود أولا في حد ذاته ثم يصير الانسان انسانا وهو باطل لان الوجود اذا صار موجوداً في نفسه لم يمكن ان يكون جوهراً لأنه أمر إضافي بل عرضا فيمتنع ان يصير وصفاً للإنسان مرتبطا به لان ثبوت الصفة الموجودة في حد نفسها للموصوف فرع على ثبوت موصوفها بداهة فالموصوف ان كان ثابتاً بهذا الثبوت يلزم الدور وان كان ثابتاً بغيره تنقل الكلام اليه ويلزم التسلسل ولا يمكن أيضاً ان يكون تقدمه على الماهية باعتبار ثبوته للماهية والا لزم صحة قولنا وجد الانسان فصار انسانا