انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/155

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
شرح فصوص الحكم
۱۱۷

والحيوانية وكان كما أن من يفهم الانسان انسانا لا يشك في أنه جسم أو حيوان اذا فهم الجسم أو الحيوان كذلك لا يشك في أنه موجود وليس كذلك بل يشك مالم يقم حس أو دليل[١] .. فالوجود والهوية


    تقدم وتأخر ذاتي على ان الكل كالاثنين ان وجد يكون هناك موجودات ثلاثة متغايرة بالذات قطعاً الكل من حيث هو كل وكل واحد من الوحدتين فاذا انتفى واحد من بينك الوحدتين انتفى موجودان من تلك الموجودات الثلاثة وهما الكل من حيث هو كل وواحد من جزئيه فهناك عدمان ومعدومان متغايران بالذات فلا يكون أحدهما هو الآخر بل السر فيه ان الجزء علة لتحصيل ذات الكل من حيث هو و به قوام الكل أعنى انه داخل في ذاته ومن المستحيل ان يتوهم بقاء ماهية الكل بدون مالا تحصل تلك الماهية ولا تقوم من حيث هو الا به بخلاف العلل الأخر واللوازم اذ ليس لها مدخل في طبيعة الذات من حيث هي بل هي انما تكون خارجة عنها فيصح ان يتوهم انتفاؤها مع بقاء الذات

  1. تلخيص هذا الدليل ان الوجود لو كان جزءا من الماهية لوجب ان يحصل لنا التصديق بوجودها عند تصورها وليس كذلك وفي الأدلة المذكورة في نفي كون الوجود جزءا للماهية نظر اما الأول فبأن نقول ان اريد بقوله لا يستكمل تصورها أنها لا تحصل بكنها في العقل بدون الوجود فنفى التالي ممنوع وان أريد بها انها ل اتحصل مطلقا في العقل