انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/14

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
ج
ترجمة أبي نصر الفارابي

الناس حتى انتهى الى مسند سيف الدولة وزاحمه فيه حتى أخرجه عنه وكان على رأس سيف الدولة مماليك وله معهم لسان خاص يسارهم به قل أن يعرفه أحد فقال لهم بذلك اللسان ان هذا الشيخ قد أساء الادب واني مسائله عن أشياء ان لم يوف بها فأخرقوا به فقال له أبو نصر بذلك اللسان أيها الامير اصبر فان الامور بعواقبها فعجب سيف الدولة منه وقال له انحسن هذا اللسان فقال نعم أحسن أكثر من سبعين لسانا فعظم عنده ثم أخذ يتكلم مع العلماء الحاضرين في المجلس في كل فن فلم يزل كلامه يعلو وكلامهم يسفل حتى صمت الكل وبقى يتكلم وحده ثم أخذوا يكتبون عنه ما يقوله فصرفهم سيف الدولة و خلا به فقال له هل لك في أن تأكل فقال لا فقال فهل تشرب فقال لا فقال فهل تسمع فقال نعم فأمر سيف الدولة باحضار القيان فحضر كل ماهر في هذه الصناعة بأنواع الملاهي فلم يحرك أحد منهم الته الا عابه أبو نصر وقال له أخطأت فقال له سيف الدولة وهل تحسن في هذه الصنعة شيئاً فقال نعم ثم أخرج من وسطه خريطة ففتحها و أخرج منها عيدانا وركبها ثم لعب بها فضحك منها كل من كان في المجلس ثم فكها وركبها. تركيباً آخر ثم ضرب بها فيكي كل من في المجلس ثم فكها وغير تركيبها وضرب بها ضرباً آخر فنام كل من في المجلس حتى البواب فتركهم نياما وخرج .. ثم قال ابن خلكان وكان مدة مقامه بدمشق لا يكون غالباً الا عند مجتمع ماء أو مشتبك رياض ويؤلف هناك كتبه ويتناو به المشتغلون عليه وكان أكثر