النكت فيما يصح ومالا يصح من أحكام النجوم ۸۷ أدل عليها اذ هي أقرب منها وأشبه بها وأشد اتصالا وكذلك الامر في سائرها (٢٥) ما أعمى بصر من نظر في أمر البروج فلما وجد الحمل به يبتدأ في تعديدها حكم أنه يدل على رأس الحيوان وخصوصاً الانسان ثم لما كان الثور يتاوه حكم بأنه يدل على العنق والأكتاف وكذلك الى أن ينتهي الى الحوت حكم بأنه يدل على القدمين انما كان ينظر بعينه السخيفة وعقله المذهول الى الحوت وهو متصل بالحمل والى القدمين . وهما غير متصلتين بالرأس فيعلم أن حكمه غير مطرد في ذلك إذ أعضاء بدن الحيوان موضوعة على الاستقامة والبروج على الاستدارة وليس بين المستقيم والمستدير مناسبة لكن من أعظم المصائب أن الضرورة تدعو الى التقويم بمثل هذا الطعن الذي لا يدرى هل الطعن أضعف أم المطعون غير أن التريدفع بالشر ولولا أن الاشتغال بأمثال هذه المقاولات والمعاندات مما يتعطل به الزمان لأثبت منها جملة (٢٦) من حكم بأن زحل هو أبطأ الكواكب سيراً والقمر أسرعها سيراً لم لم يقلب الحكم أن زحل أسرعها سيرا اذ مسافته أطول مسافات الكواكب السيارة سواها والقمر أبطأها اذ مسافته أقرب مسافات تلك (۲۷) هب أن القمر وسائر الكواكب أدلة على الأمور والاحوال على ما وصفه أصحاب الاحكام لم قالوا أن الأمور التي يراد أن تكون خفية مستورة ينبغي أن تتعاطاها في وقت الاجتماع
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/125
المظهر