انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/124

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٦ النكت فيا يصح ومالا يصح من أحكام النجوم داخل في التأثيرات الداخلة في باب كيف (۲۲) من أعجب العجائب أن يمر القمر فيما بين البصر من الناس بأعيانهم في موضع من المواضع فيستر بجرمه عنهم ضوء الشمس وهو الذي يسمي الكسوف فيموت لذلك مالك من ملوك الارض ولوصح هذا الحكم واطرد لوجب أن كل انسان أو أي جسم كان اذا استر بسحاب عن ضوء الشمس فانه يموت لذلك ملك من الملوك أو يحدث في الارض حادث عظيم وذلك ما ينفر عنه طباع المجانين فكيف العقلاء (۲۳) بعد ما اجتمع العلماء وأولو المعرفة بالحقائق على أن الاجرام العلوية في ذواتها غير قابلة للتأثيرات والتكوينات ولا اختلاف في طباعها فما الذي دعا أصحاب الاحكام الى أن حكموا على بعضها بالنحوسة وعلى البعض بالسعادة والى غير ذلك من ألوانها وحركاتها البطيئة والسريعة فليس ذلك بمستقيم في طريق القياس اذ ليس كل ما أشبه شيئاً بعرض من الاعراض فانه يجب أن يكون شبيهاً به بطبعه وأن يصدر عن كل واحد منهما ما صدر عن الآخر (٢٤) لو وجب أن يكون كل ما كان لونه من الكواكب شبيها بلون الدم مثل المريخ دليلا على القتال واراقة الدماء لوجب أن يكون كل ما كان لونه أحمر من الاجسام السفلية أيضاً دليلا على ذلك إذ هي أقرب منها وأشد ملاءمة ولو وجب أن يكون كل ما كان حركته سريعة أو بطيئة من الكواكب دليلا على التباطؤ والتسارع في الحوائج لوجب أن يكون كل يعلى وكل سريع من الاجرام السفلية