٨٤ النكت فيما يصح ومالا يصح من احكام النجوم المجهول مثل أن تسامت الشمس بعض الاماكن الندية فترتفع بخارات كثيرة فينعقد منها سحائب ويمطر عنها أمطار وتكدر بها أهوية فتعفن بها أبدان فتعطب فيرتهم أقوام فيستغنون غير أن الذي يزعم أنه قد يوجد سبيل الى معرفة وفت استغناء هؤلاء القوم ومقداره وجهته من غير اقتفاء السبيل الذي ذكرت مثل تفاؤل أو معاقبة أو استخراج حساب أو مناسبة بين أجسام أواعراض فهو مدع مالا يذعن النجوم له عقل صحيح البتة (۱۸) أمور العالم وأحوال الانسان فيه كثيرة وهي مختلفة فمنها خير ومنها شر ومنها محبوب ومنها مكروه ومنها جميل ومنها قبيح ومنها نافع ومنها ضار فأي واضع وضع بإزاء كثرة أفعاله كثرة من أمور العالم مثل حركات البهائم أو أصوات الطيور أو كلمات مسطورة أو فصوص معمولة أو سهام منشورة أو أسامي مذكورة أو حركات من حركات أو ما أشبه ذلك مما فيه كثرة فانه قد يصادف بين تلك الأحوال وبين ما وضع مماذكر أية كثرة كانت مناسبة يقيس بها بين هذه و بين تلك ثم قد يتفق فيها أسماء يعجب الناظر فيها والمتأمل لها الا أن ذلك لا عن ضرورة ولا عن وجوب ينبغي للعاقل أن يعتمدها وانما هو اتفاق بركن اليه من كان في عقله ضعف إما ذاتي وإما عرضي فالذاتي هو ما يكون في الانسان الفتى الذي لا تجارب معه اما لصغر سنه واما لغباوة طبعه والعرضي هو ما يكون للانسان عند ما يغلب عليه بعض الآلام النفسانية مثل شهوة مفرطة أو غضب أو حزن أو خوف
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/122
المظهر