انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/120

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فانه ۸۲ النكت فيما يصح وما لا يصح من أحكام النجوم بالظن والوضع وبطريق الاستحسان والحسبان وهذه في ذواتها مختلفة الطبائع وانما اشتراكها فى الاسم فقط فان من عرف بعض اجرام الكواكب وابعادها ونطق بذلك يعرف أنه حكم بحكم نجومي وذلك داخل في جملة الضروريات اذ وجوده أبداً كذلك ومن عرف أن كوكباً من الكواكب كالشمس مثلا اذا حاذي مكانا من الامكنة يسخن ذلك المكان إن لم يكن هناك مانع من جهة قابل السخونة ونطق بذلك فقد حكم أيضاً بحكم نجومي وهو داخل في جملة الممكنات على الأكثر ومن ظن أن الكوكب الفلاني متى قارن أو اتصل بالكوكب الفلانى استغنى بعض الناس وحدث به حادث ونطق بذلك فقد حكم أيضاً بحكم نجومي وهو داخل في جملة الامور الظنية والحسبانية وطبيعة كل حكم من هذه الاحكام مخالفة للطبيعة الباقية فاشتراكها انما هو بالاسم فقط وكذلك قد يلتبس ويشتبه الأمر فيها على أكثر الناس اذ هم ليسوا محكمين ولا منذرين ولا مرتاضين بالعلوم الحقيقية أعنى الضرورية البرهانية (۱۳) مشاهدات الاجرام العلوية المضيئة مؤثرة في الاجرام السفلية بحسب قبول هذه منها كما يظهر من حرارة ضوء الشمس وكسف ضوء القمر وضوء الزهرة وما يظهر من فعلها انما بتوسط هو أضوائها المشوبة لا غير (١٤) القدماء مختلفون في الاجرام العلوية هل هي بذواتها مضيئة أم لا فبعضهم قالوا ليس في العالم جرم مضي بذاته سوى الشمس وكل