انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/119

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وليس النكت فما يصح وما لا يصح من أحكام النجوم ۸۱ (١٠) لما كانت الأمور الممكنة مجهولة مسمى كل مجهول ممكناً الأمر كذلك اذ عكس هذه القضية غير صحيح على المساواة لكنه على جهة الخصوص والعموم فان كل ممكن مجهول وليس كل مجهول ممكناً ولأجل الظن السابق الى الوهم أن المجهول ممكن صار الممكن يقال بنحوين أحدهما ماهو ممكن في ذاته والآخر ما هو ممكن بالاضافة الى من يجهله وصار هذا المعنى سبباً لغلط عظيم وتخليط مضر أن أكثر الناس لا يميزون بين الممكن والمجهول ولا يعرفون حتي طبيعة الممكن (۱۱) ان أكثر الناس الذين لا جبلة لهم لما وجدوا أموراً مجهولة بحثوا عنها وتطلبوا علمها وتتفرقوا عن أسبابها حتى توصلوا الى معرفتها وصارت لهم معلومة أحسنوا الظن بما هو ممكن بطبعه وظنوا انه انما يجهلونه لقصورهم عن ادراك سببه وانه سيوصل الى معرفته بنوع من البحث والتفتيش ولم يعلموا أن الأمر في طبيعته ممتنع لان يكون به تقدمة معرفة البتة بجهة من الجهات اذ هو ممكن الطبيعة وما هو ممكن فهو بطبعه غير محصل ولا بمحكوم عليه بوجود ثبات أولا وجوده (۱۲) الاسماء المشتركة قد تصير سبياً للاغلوطات العظيمة فيحكم على أشياء بما لا وجود فيها لأجل اشتراكها في الاسم معاً ويصدق عليه ذلك الحكم كالاحكام النجومية فان قولنا الأحكام النجومية مشتركة لما هي ضرورية كالحسابيات والمقادير يات منها ولما هي ممكنة على الأكثر كالتأثيرات الداخلة في الكيف ولما هي منسوبة اليها (6-7)