انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/118

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

٨٠ النكت فيما يصح وما لا يصح من أحكام النجوم وضده فليس يفيد علما لانه انما يحتاج الى القياس ليفيد علماً بوجود شيء فقط أولا وجوده من غير أن يميل الذهن الى طرفي النقيض جميعاً بعد وجود القياس اذ الانسان من أول الأمر واقف بذهنه بين وجود الشئ ولا وجوده غير محصل أحدهما فأي فكر أوقول لا يحصل أحد طرفي النقيض ولا ينفى الآخر فهو هذر باطل (۸) التجارب انما تنفع في الأمور الممكنة على الأكثر فاما الممكنة في الندرة والممكنة على التساوي فانه لا منفعة للتجربة فيها وكذلك الروية وأخذ التأهب والاستعداد انما ينتفع بها في الممكن على الأكثر لاغيره وأما الضروريات والممتنعات فظاهر من أمرهما ان الروية والاستعداد والتأهب والتجربة لا تستعمل فيهما وكل من قصد لذلك فهو غير صحيح العقل وأما الحزم فقد ينتفع به في الأمور الممكنة في الندرة والتي على التساوي (1) قد يظن بالافعال والآثار الطبيعية أنها ضرورية كالاحراق في النار والترطيب في الماء والتبريد في التلج وليس الأمر كذلك لكنها ممكنة على الأكثر لأجل أن الفعل انما يحصل باجتماع معنيين أحدهما تهيؤ الفاعل للتأثير والآخر تهيؤ المنفعل للقبول فمهما لم يجتمع هذان المعنيان لم يحصل فعل ولا أثر البتة كما أن النار وان كانت محرقة فانها متي لم تجد قابلا متهيأ للاحتراق وكذلك الأمر في سائر ما أشبهها وكلما كان التهيؤ في الفاعل والقابل جميعاً أتم كان الفعل أكمل ولولا ما يعرض من التمنع في المنفعل لكانت الأفعال والآثار الطبيعية ضرورية