النكت فيما يصح وما لا يصح من أحكام النجوم ٧٩ والمحاذية لهما وكذلك سائر ما أشبههما والنوع الآخر أمور اتفاقية ليست لها أسباب معلومة كموت الانسان أو حياته عند طلوع الشمس أو غروبها فكل أمر له سبب معلوم فانه معد لأن يعلم ويضبط و يوقف عليه وكل أمر هو من الأمور الاتفاقية فانه لا سبيل الى أن يعلم و ويضبط ويوقف عليه البتة بجهة من الجهات والاجرام العلوية علل وأسباب لتلك وليست بعلل وأسباب لهذه (0) لو لم يكن في العالم أمور اتفاقية. ليست لها أسباب معلومة لارتفع الخوف والرجاء واذا ارتفعا لم يوجد في الامور الانسانية نظام البتة لا في الشرعيات ولا في السياسيات لانه لولا الخوف والرجاء لما اكتسب أحد شيئاً لغده ولما أطاع مرؤس لرئيسه ولما عنى رئيس بمرؤسه ولما أحسن الى غيره ولما أطيع الله ولما قدم معروف اذ الذي يعلم أن جميع ما هو كائن في غد لا محالة على ما سيكون ثم سعي سعياً فهو عابث أحمق يتكلم بما يعلم انه لا ينتفع به (1) وكل ما يمكن أن يعلم أو يحصل قبل وجوده بجهة من الجهات. فهو كالعلوم المحصلة وان عاقت عنه عوائق أو تراخت به المدة فاما ما لا يمكن أن يكون به تقدمة معرفة فذلك الذي لا يرجي الوقوف عليه الا بعد وجوده (۷) الأمور الممكنة التي وجودها ولا وجودها متساويان ليس أحدهما أولى بها من الآخر لا يوجد عليها قياس البتة اذ القياس الما يوجد له نتيجة واحدة فقط اما موجبة واما سالبة وأي قياس ينتج الشيء
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/117
المظهر