انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/116

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷۸ النكت فيما يصح ومالا يصح من أحكام النجوم وقد تجتمع هذه الثلاثة كلها أو الاثنان منها في علم واحد كالعلم الالهي (۲) قد يحسن ظن الانسان بالعلم الواحد فيظنه أكثر وأحسن وأحكم وأوضح مما هو وذلك اما لنقصه و بغض يكونان في طبعه فلا يقدر معهما على الوقوف على حقيقة ذلك العلم واما لانه لم يبلغ ما يعاند الذي عنده واما لفضيلة المستنبطين له والمتمسكين به واما لكثرتهم واما لمجرى الانسان على نيل ما يرجو به أن يحصل لهم من ذلك العلم وجلالة فائدته وعموم النفع فيه لو صح وتحقق وإما لاجتماع أكثر هذه الاسباب فيه وقد يخرج مثل هذا الظن الانسان الى قبول ما ليس بكلي على أنه كلي وما ليس بمنتج من القياسات على أنه منتج وماليس ببرهان على أنه برهان (۳) اذا وجد شيئان متشابهان ثم ظهر ان شيئاً ثالثاً هو سبب لاحدهما فان الوهم يسبق ويحكم بأنه أيضاً سبب للآخر وذلك لا يصح في كل متشابهين اذ التشابه قديكون لعرض من الاعراض وقديكون بالذات والقياس الذي يتركب في الوهم فيوجب ما ذكر هو قياس مركب من قياسين مثال ذلك الانسان مشاء والانسان حيوان فالمشاء حيوان والفرس شبيه الانسان في أنه مشاء فهو أيضاً حيوان وهــذا لا يصح في جميع المواضع فان القنفذ أبيض وهو حيوان والاسفيداج أبيض لكنه ليس بحيوان (٤) أمور العالم وأحواله نوعان أحدهما أمور لها أسباب عنها تحدث وبها توجد كالحرارة عن النار وعن الشمس توجد للاجسام المجاورة