النكت فيما يصح ومالا يصح من احكام النجوم W تهمة والاخلاص ريباً فلما تمادى بي الأيام وتطاولت المدة وأنا على سبيل الذي ذكرته اتفق لى لقاء أبي نصر محمد بن محمد الفارابي الطرخاني فشكوت اليه حالى تلك وعرفته صدق رغبتي في الوقوف على مقدار هذا العلم ومعرفة ما يصح منه وما لا يصح وسألته أن يكشف لى . عما يصح من ذلك ويبين ما اتضح له من مذهب الحكماء الأولين وأجابني الى ما التمسته وجعل يقفنى على أصل أصل وقانون قانون مما به يوصل الى كنهه وحقيقته ويحاربنى واحار به ويراجعنى وأراجعه في ذلك الباب فلما كان ذات يوم أخرج الى جزءا بخطه وكان فيه فصول وتذاكر كأنه كان يجمعها بوقت يتفرغ لها ويؤلفها ويتخذها كتاباً أو رسالة كعادته فانتسخت عامته وتأملته فصادفت منه المراد ووقفت على كنه المطلوب الذي كنت تعبت فيه وخف عن قلبي مؤنة الوسواس الذي لم أكن أنفك منها قديماً ووضح لى السبيل الى الممكن والممتنع من الأحكام النجومية وهذه نسخة ما كان في ذلك الجزء كتبتها لك لتأملها إن تنشط لذلك فصل (۱) قال أبو نصر. . فضيلة العلوم والصناعات إنما تكون بأحدى ثلاث اما بشرف الموضوع واما باستقصاء البراهين وإما بعظم الجدوى الذي فيه سواء كان ذلك منتظراً أو محتضراً اما ما يفضل على غيره لعظم الجدوى الذي فيه فكا لعلوم الشرعية والصنائع المحتاج اليها في زمان زمان وعند قوم قوم وأما ما يفضل على غيره لاستقصاء البراهين فك الهندسة واما ما يفضل على غيره لشرف موضوعه فكلم النجوم فيه
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/115
المظهر