انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/114

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٧٦
النكت فيا يصح ومالا يصح من احكام النجوم

النكت فيما يصح ومالا يصح من أحكام

النجوم لابي نصر الفارابي

قال أبو اسحاق ابراهيم بن عبد الله البغدادي.. كنت شديد الحرص علي معرفة الأحكام النجومية صادق الرغبة في اقتناء علمها كثير السعي في طلبها مدمن النظر في الكتب المؤلفة فيها مشغوفاً وأبها واثقاً بصحتها غير شاك في أن الذي يعرض فيه من الخطأ انما هو لقصور علم العلماء عن بلوغ ما يحتاج اليه فيها وقلة عناية الحساب وأصحاب الارصاد و متخذى الآلات فيما يتعاطونه منها وانه متى زالت العوائق وسقطت هذه الموانع وجد الاتقان في جميع ما ذكر وصحت الاحكام وانتفع بتقدمة المعرفة فيها وأحاط العلم بالكائنات المستقبلة وتكشفت المغيبيات وظهرت الخفيات وكان اعتقادي مدة من الزمان معما كنت أحكمه طول تلك المدة من أمر الحساب وأبحث عنه من حال الارصاد وأطلبه من صنف الآلات وأجدت جمعها في الضمائر والبدايات فما ازداد من الاصابة الا بعداً عن المطلوب وعن المطلوب الا إياساً إلى أن ضجرت وارتبت فيه وعطفت على كتب الأوائل أقشها لأجد فيها ما لعله يكون لى فيها شفاءه عما أنا فيه ووجدت كتب الحكاء وأصحاب الحقائق خلوا منها وأقاويلهم غير معبرتها ولا مصروفة نحوها فصار اليقين الذي كان معي شكاو الاعتقاد ظن والثقة