انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/113

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

عيون المسائل Vo منحصرة في شيء متجزء أو ذي وضع وهو مفارق للمادة يبقى بعـــد موت البدن وليس فيه قوة قبول الفساد وهو جوهر أحدي وهو الانسان على الحقيقة وله قوى تنبث منه في الأعضاء وظهوره من واهب الصور يكون عند ظهور الشيء الصالح لقبوله (۲۲) وهو البدن فحينئذ يستحق الظهور .. وذلك الشيء هو الجسد والروح الكائن في ضمن القلب من أجزاء البدن وهو الموضوع الأول للنفس ولا يجوز وجود النفس قبل البدن كما يقول أفلاطن ولا يجوز انتقال النفس من جسد الى جسد كما يقوله التناسخيون والنفس بعد موت البدن سعادات وشقاوات وهذه الأحوال متفاوتة للنفوس وهى أمور لها مستحقة وذلك لها بالوجوب والعدل كما يكون انسان يحسن بتدبير صحة البدن فمن تلك الجهة يأتي مرض بدنه والتوفيق في الامور بيد الله تعالى وكل ميسر لما خلق له .. وعناية الله تعالى محيطة بجميع الأشياء ومتصلة بكل أحد وكل كائن فبقضائه وقدره والشرور أيضاً بقدره وقضائه لأن الشرور على سبيل التبع للأشياء التي لا بدلها من الشر والشرور واصلة الى الكائنات الفاسدات وتلك الشرور محمودة على طريق العرض اذ لو لم تكن تلك الشرور لم تكن الخيرات الكثيرة دائمة وان فات الخير الكثير الذي يصل الى ذلك الشيء لأجل اليسير من الشر الذي لا بد منه كان الشر حينئذ أكثر والسلام تمت الرسالة الموسومة بعيون المسائل والحمد لله رب العالمين ويليها النكت من أحكام علم النجوم