Vε عيون المسائل یم الاعتدال سبب كل نوع كان أبعد عن الكمال .. وجعل النوع الأقرب من الاعتدال مزاج البشر حتى يصلح لقبول النفس الناطقة ولكل نوع من النبات نفس هي صورة ذلك النوع ومن تلك الصورة تظهر القوى التي تبلغ بذلك النوع كمالا بالآلات التي لها يفعل وحال كل نوع من أنواع الحيوان على هذا (۲۰) وللانسان من جملة الحيوان خواص بأن له نفساً يظهر منها قوي بها تفعل أفعالها بالآلات الجسمانية وله زيادة قوة بأن يفعل لا بآلة جسمانية وتلك قوة الفعل ومن تلك القوى الغاذية والمربية والمولدة ولكل واحد من هذه قوة تخدمها ومن قواها المدركة القوى الظاهرة والاحساس الباطنة المتخيلة والوهم والذاكرة والمفكرة والقوى المحركة الشهوانية والغضبية والتي تحرك الاعضاء .. وكل واحدة من هذه القوى التي ذكرناها تفعل بآلة ولا يمكن الاكذلك وليس واحدة من هذه القوى بمفارقة (۲۱) ومن هذه القوى العقل العملى وهو الذي يستنبط ما يجب فعله من الأعمال الانسانية ومن قوى النفس العقل العلمي وهو الذى جوهر النفس ويصير جوهراً عقلياً بالفعل ولهذا العقل مراتب يكون مرة عقلا هيولانياً ومرة عقلا بالملكة ومرة عقلا مستفاداً .. وهذه القوى التي تدرك المعقولات جوهر بسيط وليس بجسم ولا يخرج من القوة الى الفعل ولا يصير عقلا تاما الا لسبب عقل مفارق وهو العقل الفعال الذي يخرجه الى الفعل ولا يجوز أن تكون المعقولات
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/112
المظهر