انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/110

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۷۲ عيون المسائل (١٦) وكل جسم له مكان خاص اليه ينجذب فان كان الجسم بسيطاً وجب أن يكون مكانه وشكله على نوع واحد لا يكون فيه خلاف ويكون هكذا الجسم المستدير وشكل كل واحد من الاربعة على مثال الكرة .. وكل جسم فله قوة تكون ابتداء حركته بذاته .. وسبب اختلاف الانواع اختلاف مباديها التي فيها وبسائط العالم لها أماكن تكون فيها ولا لواحد منها مكان .. والعالم مركب من بسائط صائرة كرة واحدة وليس خارج العالم شيء فليس اذا في مكان ولا يفضي الى فراغ أو الى ملاء .. وكل جسم طبيعي اذا انتهى الى مكانه الخاص لم يتحرك الا بالقسر فاذا فارق مكانه يتحرك اليه بالطبع (۱۷) وطبع الفلك طبع خامس لا حار ولا بارد ولا ثقيل ولا خفيف والفلك لا يخرقه شي وليس فيه مبدأ حركة مستقيمة وليس بحركته ضد وليس وجود الفلك ليكون عنه شيء آخر بل تلك له حال خاصة وحركته نفسانية لا طبيعية وليست حركته لشهوة أو غضب لكن من جهة أن له شوقاً إلى التشبه بالعقليات المفارقة للمادة ولكل واحد من الاجرام الفلكية عقل مفارق خاص له يشتاق الى التشبه به ولا يجوز أن يكون شوق الجميع الى شيء واحد من جنس واحـــد بل كل واحد له معشوق خاص مخالف لمعشوق الآخر والكل مشترك في أن المعشوق واحد فهو المعشوق الأول ويجب أن تكون القوة المحركة لكل واحد بلا نهاية والقوى الجسمانية كل واحدة منها متناهية ولا يجوز أن تكون قوة متناهية تحرك جسما زماناً غير متناه ولا أن تحرك