77 عيون المسائل التصديق هو علم المنطق وغرضنا هو معرفة هذين الطريقين الذين ذكرناهما حتى نفرق بين التصور التام والناقص عنه والتصديق اليقيني والقريب من اليقينى وغالب الظن والشك فيخلص لنا من هذه الاقسام التصور التام والتصديق اليقيني الذي لا سبيل للشك اليه (۳) فنقول ان الموجودات على ضربين أحدهما اذا اعتبر ذاته لم يجب وجوده ويسمى ممكن الوجود والثاني اذا اعتبر ذاته وجب وجوده ويسمي واجب الوجود وان كان ممكن الوجود اذا فرضناه غير موجود لم يلزم منه محال فلا غنى بوجوده عن عـلة واذا وجب صار واجب الوجود بغيره فيلزم من هذا أنه كان مما لم يزل ممكن الوجود بذاته واجب الوجود بغيره وهذا الامكان إما أن يكون شيئاً فيا لم يزل وإما أن يكون في وقت دون وقت .. والأشياء الممكنة لا يجوز أن تمر بلا نهاية في كونها علة ومعاولا ولا يجوز كونها على سبيل الدور بل لابد من انتهائها الى شيء واجب هو الموجود الأول (٤) فالواجب الوجود متى فرض غير موجود لزم منه محال ولا علة لوجوده ولا يجوز كون وجوده بعيره وهو السبب الأول لوجود الأشياء ويلزم أن يكون وجوده أول وجود وأن ينزه عن جميع انحاء النقص فوجوده اذا تام ويلزم أن يكون وجوده أتم الوجود ومنزهاً عن العلل مثل المادة والصورة والفعل والغاية (٥) ولا ماهية له مثل الجسم اذا قلت إنه موجود فحد الموجود شي وحد الجسم شيء سوى أنه واجب الوجود وهذا وجوده .. راجع أيضا م ا ا ص ۱۱۳ باشم مر ۱۹
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/104
المظهر