انتقل إلى المحتوى

صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/101

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

فيما ينبغي أن يقدم قبل تعلم الفلسفة . ٦٣ (٦) وأما نوع كلام ارسطو الذي يستعمله في كتبه فهو على ثلاثة انحاء وذلك أنه يستعمل في كتبه الخاصة من الكلام أخصره وأبعده من الفضول .. وأماما في تفاسيره فيستعمل من الكلام أغلقه وأغمضه .. وأما مافي رسائله فيلزم القانون الذي ينبغي أن يستعمل من الكلام في الرسالة وهو الواضح من الكلام الموجز (۷) والعلة في استعماله الإغماض ثلاثة أشياء أحدها استبراء طبيعة المتعلم هل يصلح للتعليم أم لا والثاني لئلا يبذل الفلسفة الناس بل لمن يستحقها فقط والثالث ليروض الفكر بالتعب في الطلب (۸) وأما الحال التي يجب أن يكون عليها الرجل الذي يؤخذ عنه علم ارسطو فهي أن يكون في نفسه ما قد تقدم وأصلح الأخلاق من نفسه الشهوانية كما تكون شهوته للحق فقط لا للذة وأصلح مع ذلك قوة النفس الناطقة كما تكون ارادته صحيحة .. وأما قياس ارسطو فينبغي أن لا تكون محبته له في حد يحركه ذلك أن يختاره على الحق وأن لا يكون له مبغضاً فيدعوه ذلك الى تكذيبه .. وأما قياس المعلم فينبغي أن لا يظهر تسلطاً شديداً أو اتضاعاً مفرطاً فان التسلط الشديد يدعو المتعلم الى بغضه المعلمه وما يأخذه من المعلم بالتواضع المفرط يدعوه الى الاستخفاف به والتكاسل عنه وعن علمه .. وأما الحاجة الى شدة حرصه ودوامه فلأنه قد قيل أن قطر الماء بدوامه قد يثقب الحجر .. وأما قلة التشاغل بغير العلم فلأن كثرة التشاغل بأشياء مختلفة يصير صاحبها لا ترتيب له ولا نظام . . وأما طول العمر فلأنه اذا كان علاج