ترجمة أبي نصر الفارابي يقوم في تدبير ذلك وأمره أن ينسخ نسخاً يحملها معه الى رومية ونسخاً يبقيها في موضع التعليم بالاسكندرية وأمره أن يستخلف معلماً . مقامه بالاسكندرية ويسير معه الى رومية فصار التعليم في موضعين وجرى الأمر على ذلك الى أن جاءت النصرانية فبطل التعليم من رومية ويتي بالاسكندرية الى أن نظر ملك النصرانية في ذلك واجتمعت الاساقفة وتشاوروا فيما يترك من هذا التعليم وما يبطل فرأوا أن يعلم من كتب المنطق الى آخر الاشكال الوجودية ولا يعلم ما بعده. رأوا أن في ذلك ضرراً على النصرانية وأن فيما أطلقوا تعليمه ما يستعان به على نصرة دينهم فبقى الظاهر من التعليم هذا المقدار وما ينظر فيه من الباقى مستورا الى أن كان الاسلام بعده بمدة طويلة . فانتقل التعليم من الاسكندرية الى انطاكية ويتقى بها زمناً طويلا الى . أن يقي معلم واحد فتعلم منه رجلان وخرجا ومعهما الكتب. فكان أحدهما من من أهل حران والآخر من أهل مرو فأما الذى من أهل مرو فتعلم منه رجلان أحدهما ابراهيم المروزى والآخر يوحنا بن حيلان وتعلم من الحراني اسرائيل الاسقف وقويرى وساروا الى بغداد فتشاغل ابراهيم بالدين وأخذ قويرى في التعليم وأما يوحنا بن حيلان فانه تشاغل أيضاً بدينه وانحدر ابراهيم المروزى الى بغداد فأقام بها وتعلم من المروزى متى بن يونان وكان الذى يتعلم في ذلك الوقت الى آخر الاشكال الوجودية .. وقال أبو نصر الفارابي عن نفسه انه تعلم من يوحنا بن
صفحة:مجموعة فلسفة أبي نصر الفارابي.pdf/10
المظهر