ونسوا أنه لا يجوز ان يتطرق اليأس إلى قلب احد لا عقلاً ولا شرعاً ، ولا سيما المسلم الذي يخبره دينه بأن اليأس هو الكفر بعينه ، وغفلوا عن قوله تعالى في سلفهم:
الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إيماناً وَقَالُوا حَسْبُنا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضْلِ لَمْ يَمْسَهُمْ سُوءُ . الآيات [١]
فتجدهم إذا استنهضتهم لمعاونة قوم منهم يقاتلون دولة اجنبية تريد لتمحوهم كان اول جواب لهم: أية فائدة من بذل أموالنا في هذا السبيل وتلك الدولة غالبة لا محالة ؟ ولو تأملوا لوجدوا ان الاستسلام لا يزيدهم إلا ويلاً ، ولا يزيد العدو إلا استبداداً وجبروتاً : سنة الله في خلقه . ولو فكروا قليلاً لرأوا ان هذا الشح بالمال على اخوانهم الذين في مواطن الجهاد لم يكن توفيراً وإنما كان هو الفقر بعينه ، لان الأمة المستضعفة لا تعود حرة في تجارتها واقتصادياتها ، بل يمتص العدو الغالب عليها كل ما فيه علالة رطوبة في ارضها ، ولا يترك للأمة المستضعفة إلا عظاماً يتمششونها ، من قبيل قوت لا يموت ، وكثيراً ما تحصل مساغب ويموتون جوعاً كما يقع كثيراً في جزائر الغرب والهند وغيرهما ، ترى المجاعات واقعة في الهند ولا يموت
منها ولا انكليزي وتراها تشتد في الجزائر ولا يموت بها إلا المسلم[٢]. وما