شواذ اللغة وشواردها
ان الايمة قد وضعوا للغة قوانين اساسية بعد استقرائهم فصيحها من السان العرب فلا يسمح بالعدول عنها في الخيار واما الاضطرار فيقع في اماكن قليلة لا يجب ان يقاس عليها لان الشاعر المتروي ليس كالمرتجل. ومع ذلك فان لغات العرب كثيرة فلا يصح ان يجرى على كل منها لان القياس ماخوذ عن اللغة الفصحى وهي لغة اهل الحجاز التي بها انزل الكتاب العزيز فهي المعول عليها وبها كتب جميع العلماء والشعراء وكانت شائعة في كل قبائل العرب الا القليل وقواعد اللغة موضوعة بموجبها ولذلك ترى كل ما خرج عنها يقال انه لغة لبعض العرب او ضعيف او نادر او شاذ او من الشوارد فهل يصح ان نتمسك بمثل هذه الامور لكي لا نعتني بضبط ما ننثر او ننظم ولذلك ارى من اللزوم ان اذكر في هذه النبذة بعض ما وقفت عليه مما يخالف اللغة الفصيحة وكل هذه الشواذ والشوارد نبذتها من كتابي «الاحكام الصحيحة في العربية الفصيحة» الا القليل لقصد التنبيه عليه والتحذير منه ما لم يكن شائعًا مما حفظ بالسماع فهذا يقال ولا يقاس عليه كقولهم في المثل عسى الفوير ابؤسًا ونحو ذلك مما لا يصح العدول عنه بذاته
فمن ذلك قول الشاعر
باجراء الاعراب بالحركات على الاسماء الخمسة والمثنى كالمقصور وهو مخالف للفصيح. ومثله قول الاخر
باعرابها بالحركة على لفظها. ومنه اعراب المثنى بالحركة على