انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/58

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٥٥﴾

من اكثر العبارات ركاكة وعجبت من اهمال امر هذا الكتاب مع انه لا يستغنى عنهُ في مدارسنا الارثوذكسية فكيف يسوغ ان ترسخ في اذهان التلاميذ مثل هذه الركاكة. وليس هذا فقط بل تجد فيه بعض تراكيب توذن بالكفر. كقوله في موضع «نحن المنتحلين اسم المسيح» والانتحال هو ان يدَّعي الانسان ما لغيرهِ لنفسهِ فتكون النتيجة ان كوننا مسحيين مجرَّد ادّعاء. وفي آخر «قد يعلم اللّٰه افكارنا» والمشهور في قد انها للتقليل مع المضارع. فتأمل. ولو اردت تتبع الخطإِ في هذه الكتب لاقتضى انتقادها مجلدًا ضخمًا. ويقولون «ان كان ولا بدَّ من ذلك» فما مدخل هذه الواو بين كان وخبرها لان اسمها يقدّر ضمير الشان. والاحسن ان يقال ان لم يكن بدٌّ — وايضاً «لا بُدَّ وان يكون كذا» وهذه الواو ايضًا دخيلة لا معنى لها بين اسم لا النافية للجنس وخبرها المحذوف المتعلقة بهِ مِنْ المضمرة قبل انْ لان لا بدَّ يلزم بعدها مِن — «ما زال زيد يفعل كذا لا ينجح» يستعملون ما زال بمعنى ما دام وهذا لم يرد ولا يرد في العربية لان ما التي قبل زال نافية فكيف يصح ان تجعل مصدرية. ورايت في كتابٍ هذه العبارة «غير ان بين الايغال والتكميل تجاذبًا يكاد ان ينتظم كل منهما في سلك الآخر» فالغلطُ فيها من ثلاثة اوجه الاول ان خبر كاد لا يقترن بأن الا عند الضرورة. والثاني ان خبرها لا يتقدم على اسمها الَّا عند الضرورة لكن بشرط تجرّدهِ من أن. وهنا قرن بأن لغير ضرورة وقدّم على اسمها مقرونًا بأن. والثالث ان المقام يقتضي ان جملة كاد وما بعدها تكون صفة للتجاذب ولكن ليس فيها ضمير يربطها بالموصوف — وفي موضع منهُ هذا البيت

لقد زف الزمان لنا مليحًا
تكاد بأن تعانقهُ العروسُ

ففيه تقديم خبر كاد مع اقترانه بأن وفوق ذلك زيادة الباء فيهِ