انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/55

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٥٢﴾

عنه بضميرهِ اذا وقع بعد عاطف على جملة فعلية قبله يترجح نصبهُ لكي تقع المناسبة بعطف فعلية على فعلية اي بان يقدَّر قبلهُ فعلٌ يفسّرهُ ما بعده وفي موضع آخر مثل هذا التركيب «ما دام يحبني امي وابي» فلا وجه لهُ لان خبر دام الجامدة لا يتقدم على اسمها في الفصيح وعلى فرض تقدمه يتحصل لنا هكذا «ما دام امي وابي يحبني» فقد وضح الخطأ وفي دام حيث وجدتها لا يمكن تقدير ضمير مستتر اذ ليس قبلها ما يعود عليه كما اذا قلنا زيد ما دام يحبُّه ابوه وامهُ. فهنا يكون اسمها ضميرا عائدًا الى زيد والجملة خبرها ومع ذلك فهو سخيف — ووجدت مرارًا مثل هذا التركيب «لئن فعلتَ هذا فلا عجب» وقد تقدَّم انَّ لئن تقتضي جواب القسم وهو لا يُربَط بالفاء — وفي موضع «سندُسًا خُضْرًا» السندس مفرد والخُضْر جمع. واما في قول ابي تمام «وهي من سندسٍ خُضْرُ» برفع خضر فالصفة خبر الضمير الثياب قبلها. واذا خُرّج على تقدير مضاف محذوف اي ثياب سندس ففيه نظر — وفي موضع مثل هذا التركيب «انتِ لا تحبُّ زيدًا نَعم لكن تحبُّ ابنهُ» فاستُعملت نَعم هنا عوض كلَّا بعد النفي — وفي آخر مثل قولنا «انا أَعوز الشيءَ الفلاني» والصواب الشيء الفلاني يعوزني اي انا محتاج اليهِ — وفي موضع استعمال العَبدة بمعنى الأمة. والعرب لا تعرف ذلك بل تقول عبدٌ وأمةٌ — وفي آخر دخول رُبَّ على معرفةٍ. والمشهور انها لا تدخل الَّا على نكرة فلا يقال رُبَّ كريم النفس زارني — وفي موضع مثل قولنا «لا يلومني زيد خين أكرمت عمرًا» فمعروف ان حين ظرف دال على اتفاق الزمانين فيجب الاتفاق بين فعلها وجوابها. فتقول حين جاء زيد اكرمتهُ وحين يجيء اكرمه. فتأمل — وفي موضع «السبعة الطوَل» والصواب السبعُ الطوَل وكثيرًا ما رايت مثل قولهم «انَّ خيرًا من الخير فاعِلُهُ