انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/35

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٣٢﴾

اطائب ومكائد» كثيرًا ما رايت هاتين الكلمتين ونحوهما بالهمزة قبل‬ ‫اخرهما والحق ان تكتبا بالياء لان الياء اصلية فيهما لا زائدة فان مفردهما اطيب‬ ‫ومكيدة من كاد يكيد كمعشية فقلب الياء همزة ممتنع وشذَّ مصائب ومنائر‬ ‫لان حقهما مصايب بالياء ومناور بالواو كمفاوز ولذلك اذا كتبت مسائل‬ ‫بالهمز كان جمع مسألة ومسايل جمع مسيل الماء. «ناهيك عن كذا»‬ ‫المعروف استعمال هذه الكلمة صفة لاسم قبلها فهي نعت بعد النكرة وحال‬ ‫بعد المعرفة فتقول هذا رجلٌ ناهيك من رجل ورايت زيدًا ناهيَك من‬ ‫عاقل فاستعمالها مثل ايّ التعظيمية. ومن جارَّة التمييز لفظًا. وقد تاري‬ ‫خبرًا او مبتدأ كحسب فيقال زيد ناهيك من رجل. ‬فاستعمالها بغير‬ ‫هذه الاوجه غير عربي—«ينهيه» كما يغلطون في مضارع بان فيقولون‬ ‫يبان يغلطون في مضارع نهى فيقولون ينهي بالياء والصواب ينهى بالمقصورة.‬ فتقول انا انهاك عن كذا لا انهيك—«ولو مهما» اما لَو فهي شرطية‬ ‫وصلية. ومهما شرطية ايضًا فكيف تجتمعان. غير ان لسان العامة هكذا‬ ‫جرى فجرى عليه الكتَّاب—«غذاء» بالذال المعجمة يستعملونه في موضع‬ ‫غداء بالدال المهملة فيقولون جلسنا على الغذاء. والصواب على الغداء‪.‬‬ ‫وتناولنا الغذاء والصواب الغداء. لان الغذاء بكسر الغين وبالمعجمة‬ ‫قوَّة الطعام المغذية التي تقوت (والبعض يقول تقيت من الرباعي‬ ‫والصحيح الثلاثي) واما الغداء بالفتح والمهملة فهو نفس الطعام. فتنبه—«يتساءَل» وجدت هذا الفعل مسندًا الى واحد كقولهم وكان فلان‬ ‫يتساءَل اي يسأل نفسه. وهو خطأ لان الفعل للمشاركة لا يكتفي بفاعل‬ ‫واحد. فيقال مثلًا كان القوم يتساءلون اي يسأل بعضهم بعضًا. والرجلان‬ ‫يتساءَلان اي يسأل احدهما الآخر. «السوَّاح» يكتبونها بالواو اخذًا‬ ‫عن لسان العامة فانها تقول كان يسوح والصواب ساح يسيح وهم سياح‬