اطائب ومكائد» كثيرًا ما رايت هاتين الكلمتين ونحوهما بالهمزة قبل اخرهما والحق ان تكتبا بالياء لان الياء اصلية فيهما لا زائدة فان مفردهما اطيب ومكيدة من كاد يكيد كمعشية فقلب الياء همزة ممتنع وشذَّ مصائب ومنائر لان حقهما مصايب بالياء ومناور بالواو كمفاوز ولذلك اذا كتبت مسائل بالهمز كان جمع مسألة ومسايل جمع مسيل الماء. «ناهيك عن كذا» المعروف استعمال هذه الكلمة صفة لاسم قبلها فهي نعت بعد النكرة وحال بعد المعرفة فتقول هذا رجلٌ ناهيك من رجل ورايت زيدًا ناهيَك من عاقل فاستعمالها مثل ايّ التعظيمية. ومن جارَّة التمييز لفظًا. وقد تاري خبرًا او مبتدأ كحسب فيقال زيد ناهيك من رجل. فاستعمالها بغير هذه الاوجه غير عربي—«ينهيه» كما يغلطون في مضارع بان فيقولون يبان يغلطون في مضارع نهى فيقولون ينهي بالياء والصواب ينهى بالمقصورة. فتقول انا انهاك عن كذا لا انهيك—«ولو مهما» اما لَو فهي شرطية وصلية. ومهما شرطية ايضًا فكيف تجتمعان. غير ان لسان العامة هكذا جرى فجرى عليه الكتَّاب—«غذاء» بالذال المعجمة يستعملونه في موضع غداء بالدال المهملة فيقولون جلسنا على الغذاء. والصواب على الغداء. وتناولنا الغذاء والصواب الغداء. لان الغذاء بكسر الغين وبالمعجمة قوَّة الطعام المغذية التي تقوت (والبعض يقول تقيت من الرباعي والصحيح الثلاثي) واما الغداء بالفتح والمهملة فهو نفس الطعام. فتنبه—«يتساءَل» وجدت هذا الفعل مسندًا الى واحد كقولهم وكان فلان يتساءَل اي يسأل نفسه. وهو خطأ لان الفعل للمشاركة لا يكتفي بفاعل واحد. فيقال مثلًا كان القوم يتساءلون اي يسأل بعضهم بعضًا. والرجلان يتساءَلان اي يسأل احدهما الآخر. «السوَّاح» يكتبونها بالواو اخذًا عن لسان العامة فانها تقول كان يسوح والصواب ساح يسيح وهم سياح
صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/35
المظهر