انتقل إلى المحتوى

صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/30

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٢٧﴾

الحية المسمة. والصواب السامة «ذريعة» كثر استعمال هذه الكلمة‬ ‫مع انها ليست اكثر قبولًا في السمع من لفظة النفاخ المخلة بالفصاحة فما‬ ‫يضرّ لو استعملوا الوسيلة والواسطة وهما مالوفتان فصیحتان. «صاحبت‬ ‫اليوم رجلاً وايَّ رجل» الغالب في هذه الايام سبق ايّ هذه بالواو‪.‬‬ ‫والمعروف ان معنى ايّ هذه التعظيم فهي لا تاتي الا وصفًا فتكون‬ ‫نعتًا للنكرة وحالًا من المعرفة‪ .‬فتقول رايت رجلًا ايَّ رجل اي عظيمًا‬ ‫وعرفت زيدًا اي عالم اي عالمًا جدًا فكيف يجوز الفصل بالواو بين‬ ‫الصفة والموصوف فهل يقال لقيت رجلًا وبارعًا في العلوم على كون بارعًا نعت‬ ‫رجلًا. فليحترز من ذلك مع ايّ‬ «صادقت رجلاً الذي يعجبك» رايت‬ مرارا انهم يصفون بالموصول اسمًا منكرًا حتى اني رايت ذلك‬ ‫في كتاب‬ مشهور ساذكر امره فيما بعد‪ .‬فالموصول لا ينعت الا المعرفة. «ابلاني‬ بهمٍّ عظيم‬» رايت البعض يستعمل ابلى بمعنى بلا ‪ .‬والعرب يقولون بلاه‬ اللّٰه اي امتحنه واصابه بكذا وبلوتك اي جربتك وامتحنتك. وبلي فلان‬ ‫وابتلي على المجهول فهو مبتلى فلا يقال مبتل اي مصاب ومثله قول البعض‬ ‫توفّى فلان بصيغة المعلوم والصواب توفّي بالمجهول وتوفاهُ اللّٰه‪. وكذا قول‬ ‫البعض يقتضي ان تفعل كذا بالياء على المعلوم والحق يقتضى بالالف‬ ‫المقصورة على المجهول‪ .‬وكذا يقال في الماضي اقتضي الامر كذا واقتضيَ ان‬ ‫يكون كذا -(ارتاح) كثيرًا ما يستعملونها بمعنى استراح والحال انها بمعنى‬ ‫اطمأن ووجد ميلًا يقال ارتاحت نفسي الى حديثه واسترحت بعد التعب لا‬ ‫ارتحت ‪ -‬ورايت في موضعٍ (ما هو عليه فلان) فاذا جعلنا هو مبتدأ لزم‬ ‫ان نجعل فلان بدلًا فيعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة في غير المواضع‬ ‫المعينة له. واذا جعلنا فلان مبتدأ يكون الضمير لغوًا فالصواب ما عليه‬ ‫فلان.–(عدا عن كذا)‬ معلوم ان عدا اداة استثناء وتكون اما حرف جرّ‬