الحية المسمة. والصواب السامة «ذريعة» كثر استعمال هذه الكلمة مع انها ليست اكثر قبولًا في السمع من لفظة النفاخ المخلة بالفصاحة فما يضرّ لو استعملوا الوسيلة والواسطة وهما مالوفتان فصیحتان. «صاحبت اليوم رجلاً وايَّ رجل» الغالب في هذه الايام سبق ايّ هذه بالواو. والمعروف ان معنى ايّ هذه التعظيم فهي لا تاتي الا وصفًا فتكون نعتًا للنكرة وحالًا من المعرفة .فتقول رايت رجلًا ايَّ رجل اي عظيمًا وعرفت زيدًا اي عالم اي عالمًا جدًا فكيف يجوز الفصل بالواو بين الصفة والموصوف فهل يقال لقيت رجلًا وبارعًا في العلوم على كون بارعًا نعت رجلًا. فليحترز من ذلك مع ايّ «صادقت رجلاً الذي يعجبك» رايت مرارا انهم يصفون بالموصول اسمًا منكرًا حتى اني رايت ذلك في كتاب مشهور ساذكر امره فيما بعد .فالموصول لا ينعت الا المعرفة. «ابلاني بهمٍّ عظيم» رايت البعض يستعمل ابلى بمعنى بلا .والعرب يقولون بلاه اللّٰه اي امتحنه واصابه بكذا وبلوتك اي جربتك وامتحنتك. وبلي فلان وابتلي على المجهول فهو مبتلى فلا يقال مبتل اي مصاب ومثله قول البعض توفّى فلان بصيغة المعلوم والصواب توفّي بالمجهول وتوفاهُ اللّٰه. وكذا قول البعض يقتضي ان تفعل كذا بالياء على المعلوم والحق يقتضى بالالف المقصورة على المجهول .وكذا يقال في الماضي اقتضي الامر كذا واقتضيَ ان يكون كذا -(ارتاح) كثيرًا ما يستعملونها بمعنى استراح والحال انها بمعنى اطمأن ووجد ميلًا يقال ارتاحت نفسي الى حديثه واسترحت بعد التعب لا ارتحت -ورايت في موضعٍ (ما هو عليه فلان) فاذا جعلنا هو مبتدأ لزم ان نجعل فلان بدلًا فيعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة في غير المواضع المعينة له. واذا جعلنا فلان مبتدأ يكون الضمير لغوًا فالصواب ما عليه فلان.–(عدا عن كذا) معلوم ان عدا اداة استثناء وتكون اما حرف جرّ
صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/30
المظهر