صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/90

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


محمد الرئيس


الرئيس الصديق

من الحسن أن نكتب عن محمد الرئيس ، بعد كتابتنا عن محمد الصديق ، لأنه هو قد جعل للرئاسة معنی الصداقة المختارة فمحمد الرئيس هو الصديق الأكبر لمرؤوسيه ، مع استطاعته أن يعتز بكل ذريعة {{حا|وسيلة}ج من ذرائع السلطان..

فهناك الحكم بسلطان الدنيا •

وهناك الحكم بسلطان الآخرة •

وهناك الحكم بسلطان الكفاءة والمهابة.

وكل أولئك كان لمحمد الحق الأول فيه : كان له من سلطان الدنيا كل ما للأمير المطلق اليدين في رعاياه ، وكان له من سلطان الآخرة كل ما للنبي الذي يعلم من الغيب ما ليس يعلم المحكومون وكان له من سلطان الكفاءة والمهابة ما يعترف به بين أتباعه اكفا كفؤ وأوقر مهیب.

ولكنه لم يشأ الا أن يكون الرئيس الأكبر ، پسلطان الصديق الأكبر سلطان الحب والرضا والاختيار.

فكان أكثر رجل مشاورة للرجال ، و كان حب التابعين شرطا عنده من شروط الامامة في الحكم بل في العبادة ، فالامام المكروه لا ترضي له صلاة .. وكان يدين نفسه بما يدين به أصغر أتباعه • فروي أنه كان في سفر ، وأمر أصحابه باصلاح شاة ، فقال رجل : يا رسول الله ! علي ذبحها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال آخر : علي سلخها ، وقال آخر : علي طبخها فقال عليه السلام : وعلي جمع الحطب ، فقالوا : يا رسول الله تكفيك العمل ، قال : علمت أنكم تكفونني ، ولكن أكره أن

.