صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/89

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

$ ولم يكن حادث بئر معونة بالحادث الوحيد من حوادث الغدر بالرسل الأبرياء ، فلعلنا نختم هذا الفصل عن الصداقة ، بخير ما يختم به، حين نشير الى غدر قبيلة هذيل بالرسل الستة الذين ذهبوا اليهم ليعلموا من شاء أن يتعلم أحكام الدين وهو آمن في داره ، لا اکراه له ولا بغي(۱) عليه ، فقتلوا جميعا ، وجيء بأحدهم زید بن الدثنة أسيرا ليباع۰۰ فاشتراه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه ، و نصب للقتل ، فسأله أبو سفيان مستهزئا : « أنشدك الله يا زيد - أتحب أن محمدا الآن عندنا في مكانك تضرب عنقه وأنت في أهلك ؟ فأجابه زيد : « والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وانا جالس في أهلي » فصاح ابو سفیان دهشا : «ما رأيت من الناس أحدا يحبه أصحابه ما يحب أصحاب محمد محمدی ۰۰۰ من فعلة كهذه تعلم مدى ما استحقه محمد من حب الأصدقاء ومدى ما أستحقه أعداؤه من جزاء ، فقد أحب أصدقاءه وأحبوه، لأنه طبع على الصداقة ، أما أعداؤه فقد لقوا جزاءهم ، لأنهم هم طبعوا على العداء والاعتداء . . ا- عدوان ۸۹