صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم (۱)۰۰ ، فقال : « لو أعلم اني ان زدت على السبعين غفر له زدت »

  • * *

هذه النفس المطبوعة على الصداقة والرحمة والسماحة ما أعجب اتهامها بالقسوة على ألسنة بعض المؤرخين الأوربيين ! ما أعجب اتهامها بالقسوة لأنها دانت أناسا بالموت كما يدين القاضي مجرما بذنبه وهو من أرحم الرحماء !.. ما أعجبهم اذ يذكرون العقوبة و ينسون الذنب الذي استوجب العقوبة كما يستوجب السبب النتيجة وأي ذنب ؟ ذنب لو قوبل به غير محمد لأراق فيها أنهارا من الدماء وله حجة من سلطان الدنيا والآخرة . فلا نذکر استهزاء المشركين به واعناتهم (۲) اياه والقاء هم عليه القذر والحجارة وائتمارهم بحياته وحياة أصحابه ، و اخراجهم المسلمين من ديارهم إلى أقصى الديار ، ولا نذكر العناد والاغاظة والاستثارة لغير جريرة (۳) الا انهم دعوا إلى عبادة الله، والتحلي بمكارم الأخلاق ، و ترك عبادة الأصنام ، وترك الرذيلة 4 6 لا نذكر شيئا من هذا فهو أطول من أن يحصيه هذا الكتاب ولكننا نذكر حادثا واحدا تجمع فيه من اللؤم ما تفرق في كثير غيره ، وذلك حادث الرسل الاربعين - وقيل : السبعين - الذين قتلوا في بئر معونة ولا ذنب لهم الا أنهم ذهبوا تلبية لدعوة الداعين ليعلموا من ينشد علم القرآن والذين ، غير منصوب (4) عليه . فماذا كانت دول الحضارة صانعة بالقاتلين الغادرين لو كان هؤلاء الاربعون أو السبعون مبشرين بالدين المسيحي، قتلوا في قبيلة من الهمج الذين يأكلون الآدميين ومن حقهم أن يعذروا كما تعذر الوحوش ۰ ۰ ان بقي من أبناء القبيلة من يروي أنباء المقبلة ، فقد يقال ان القوم لرحماء في العقاب ؟ ا- الآية { من سورة التوبة 1. العنت : الوقوع في امر شاق ۳ - ذئب - مكره M