صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/87

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

1 بعض أصحابه : أن الله تعالى أمرني بحب أربعة، و أخبرني أنه يحبهم : على منهم ، وابو ذر ، والمقداد ، وسلمان » وكما قال عن الأنصار جميعا وهو في مرض الموت : راستوصوا بالأنصار خيرا انهم عيبتي (1) التي أويت اليهم ، فأحسنوا إلى محسنهم ، وتجاوزوا عن مسيئهم » ۰۰۰ وغير ذلك كثير من الصحابة كافة وعن بعضهم مذكورين بأسمائهم

6 الانساني 9 على أننا نلمس دلائل هذا الفؤاد الرحب ، وهذا العطف الشامل في معاملته لأعدائه وشانئیه (۲) فضلا عن معاملته للأصفياء ، ومن ليس بينهم وبينه عداء ولا صفاء • فما ثأر من أحد أساء إليه في شخصه ، وقد عفا عن رجل هم بقتله وهو نائم ، ورفع السيف ليهوي به ، فسقط من يده على كره منه، وما حارب قط أحدا كان في وسعه أن يسالمه و يحاسنه ويتقي شره . ومعاملته لعبد الله بن أبي الذي كان المسلمون يسمونه رأس النفاق مثل من أمثلة الإغضاء (۳) والصفح الجميل : فقد عاهد و غدر ، ثم عاهد وغدر و عاش ما عاش يكيد للنبي في سره و يماليء (4) عليه أعداءه، وشاع أن النبي عليه السلام قضى بقتله فتقدم ابنه وقال له: «یا رسول الله، أنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أبي فيما بلغك عنه ، فان كنت فاعلا فمرني به فأنا أحمل اليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها من رجل أبر بوالده مني ، واني لأخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني (2) نفسي أنظر إلى قاتل ابي يمشي في الناس ، فاقتله ، فأقتل رجلا مؤمنا بكافر فأدخل النار » • فأبى النبي أن يقتله وآثر الرفق به ، وزاد في افضاله واجماله فكافأ الولد خير مكافأة على خلوص نيته وايثاره البر بدينه على البر بأبيه ، فأعطاه قميصه الطاهر يكفن به أباه ، وصلى عليه میتا ووقف على قبره حتى فرغ من دفنه ، وقد حاول عمر أن يثنيه عن الصلاة على ذلك العدو الذي آذاه جهد (1) الايذاء فذكر ، الآية : م أستغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر أ. عيبة الرجل ، موضع مره 2- كارهية والحاقدين عليه ۳ - غض الطرف : خفضه ، او احتمل المكروه من با بالكناية - يساعد ه- تتركلي - جد في الايذاء وبالغ 4 6 AY