صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/84

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العاطفة الانسانية والذوق السليم والأدب الكريم : سمت(۱) جميل ، و نظافة بالغة وحرص على أن يراه الناس في أجمل مرآه ، ومع هذا كله ، أمانة يثق بها العدو فما بسال الصديق ؟ وحسبك من ثقة الناس به ما أودعوه من أمانات و هم يناصبونه العداء ، فلم يخرج للهجرة وهو مهدد في سربه (۲) حتی رد الأمانات إلى أصحابها، وقد يكون في ردها ما ينبههم الى خروجه ويأخذ عليه سبيل النجاة ، وهذا الي اشتهاره بالأمانة في صباه حتى سمي بالأمين قبل أن يتجرد لدعوة تنبغي لداعيها : مثال هذه الصفات + + + . الكبير 6 كل هذه المزايا النفسية - بل بعض هذه المزايا النفسية - خليق أن يتم لصاحبه أداة الصداقة أو في تمام ، وأن يجعله محبا لمن حوله جديرا منهم بأحسن حبه وولاء. فلم يعرف في تاريخ العظمة - لا بين الأنبياء ولا غير الأنبياء - انسان ظفر بنخبة (۳) من الصداقات على اختلاف الاقدار والبيئات والأمزجة والاجناس كالتي ظفر بها محمد ، ولم يعرف عن انسان أنه أحيط من قلوب الضعفاء والأقوياء بما يشبه الحب الذي أحيط به هذا القلب تقدم في بعض فصول هذا الكتاب حدیث زید بن حارثة الذي خان من أهله و هو صغير ، ثم اهتدى أليه أبوه ، واهتدي هو الي أبيه على لهفة الشوق بعد اس طویل ، فلما وجب أن يختار بين الرجعة إلى آله و بين البقاء مع سيده « محمد » اختار البقاء السيد على الرجعة مع الوالد ، وشق عليه أن يحتجب عن ذلك القلب الذي غمره بحبه ومواساته ، وهو ضعيف شريد لا يرى ذويه (4) ولا يدري من هم ذووه وكان لا يغني من لازموه أن يلزموه في الحياة حتى يثقوا من ملازمتهم اياه بعد الممات ، فضعف مولاه ثوبان و نحل جسمه وألح عليه الحزن في ليله ونهاره ، فلما سأله السيدة العطوف يستفسره علة حزنه ونحوله قال في طهارة الأبرار : « اني اذا لم ارك اشتقتك واستوحشت وحشة عظيمة ، فذكرت الآخرة حيث 4 4 ا- ميلة - نفسا ۳ - خيار الأصحاب - اعله ، AC