صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/8

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

القراء، لا نقول .. اننا قد استوفيناه كما أردناه ، ولا اننا فصلنا فيه الغرض الذي توخيناه1 .. ولكننا نقول اننا التزمنا فيه الباعث الذي أوحى الاقتراح بتأليفه لأول مرة. كأننا شرعنا في كتابته مساء ذلك اليوم قبل ثلاثين سنة ، فكتبناه ونحن نستحضر في الذهن تبرئة المقام المحمدي من تلك الأقاويل التي يلغط2 بها الأغرار 3والجهلاء عن حذلقة4 أو سوء نية، ونظرنا اتفاقا، فإذا بأطول الفصول فيه الفصلان اللذان شرحنا فيهما موقف محمد من الحرب ومن الحياة الزوجية .. لأنهما كانا مثار اللغط تلك الليلة على مقربة من ساحة المولد ، وكانا مثار اللغط في كل ما ردده سفهاء الشانئين5 من الأصلاء والمقتدين في هذا الباب .

* * *

فسيرى القاريء أن « عبقرية محمد » عنوان يؤدي معناه في حدوده المقصودة ولا يتعداها ، فليس الكتاب سيرة نبوية جديدة تضاف إلى السير العربية والافرنجية التي حفلت بها « المكتبة المحمدية » حتى الآن .. لأننا لم نقصد وقائع السيرة لذاتها في هذه الصفحات ، على اعتقادنا أن المجال متسع لعشرات من الأسفار 6 في هذا الموضوع ، ثم لا يقال انه استنفد كل الاستنفاد.

وليس الكتاب شرحا للاسلام أو لبعض أحكامه أو دفاعا عنه أو مجادلة لخصومه .. فهذه أغراض مستوفاة في مواطن شتى7، يكتب فيها من هم ذووها8 ولهم دراية بها وقدرة عليها.

إنما الكتاب تقدير « لعبقرية محمد » بالمقدار الذي يدين به كل انسان ولا يدين به المسلم وكفى ، وبالحق الذي يبث 9له الحب في قلب كل انسان، وليس في قلب كل مسلم وكفى.

فمحمد هنا عظيم .. لأنه قدوة المقتدين في المناقب التي يتمناها المخلصون لجميع الناس ..

عظيم لأنه على خُلق عظيم ..


  1. قصدناه
  2. اللغط : الصوت والجلبة
  3. الغافلون
  4. ادعاء للعلم
  5. المبغضين
  6. الكتب
  7. كثيرة ومتعدة
  8. اصحابها المتخصصون فيها
  9. ينشر.
٨