صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/78

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

< بقوله لا ثقة المستمعين اليه ، فكلامه كله نسق (۱) واحد في هذه الخصلة ، وخطابه كله خطاب سهولة وكرامة ، وسياقه كله مطواع لا أحتيال فيه، ووصاته لمن يقتدي به : أن يقصر الخطبة، ويقل الكلام كما كان يقول لمن يبعث بهم من الولاة ولا يفهمن من هذا أن مقتضيات الكلام لم يكن لها أثر في اختلاف الوضع أو اختلاف الموقف وهو يخاطب الناس ، فقد كان عليه السلام يلاحظ هذا الاختلاف ، و يعطيه حقه ، كما كان يفعل حين يتكيء على قوس وهو يخطب في الحرب، أو يتكيء على عصا وهو يخطب في العظات . و كان يبدو على وجهه ما يختلج بصدره اذا غضب أو أنذر « فكان اذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه منذر جیش : صبحكم مساكم R - أسلوب عصري ولمن شاء أن يحسب أسلوب النبي - كتابا وخطابا - أسلوبا عصريا يقتدي به المعاصرون في زماننا هذا وفي كل زمان .. لأن الأسلوب الذي يخرج من الفطرة المستقيمة هو أسلوب عصري في جميع العصور ، و يخطيء من يحسب الوصل بين الجمل شرطا للكلام العربي القديم والفصل بينها علامة من علامات الأساليب المبتدعة (۲) في الزمن الأخير " و يخطيء كذلك من يحسب قبول الاشارات الترقيم (۳) علامة أخرى من علامات هذه الأساليب فاليك الحديث الذي نقلناه آنفا و مو مثل من أمثلة كثار ، حيث يقول عليه السلام : « ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ؟ ما كان من شرط. ليس في كتاب الله فهو باطل ، وان كان مائة شرط : قضاء الله حق ، وشرط الله أوثق ، وانما الولاء لمن أعتق هذا الحديث رضي البلاغة العربية في وصله وفصله ، ورضی الأسلوب المصري في اشارات ترقيمه ، و آية على خطأ الذين يفر قون بين شروط البلاغة العربية ذلك النحو من التفريق الكلام « < ا- ترتيب ونظام ؟- المستحدثة ۳ - العلامات التي توضع بين الجمل او في نهايتها الفاصلة ، وعلامة الاستفهام والتعجب ۲۰۰ الخ . ۷۸