صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


البليغ


«اللهم هل بلغت» ! هنه اللازمة (۱) التي رددهسا النبي في الطول خطبه الأخيرة ، وهي خطبة الوداع - وهي لازمة عظيمة الدلالة في مقامها ، لأنها لخصت حياة كاملة في ألفاظ معدودات ، فما كانت حياة النبي كلها بعملها و قولها وحركتها وسكونها الا حياة تبليغ و بلاغ، وما كان لها من فاصلة خاتمة أبلغ من قوله عليه السلام وهو يجود بنفسه : و جلال . الرفيع فقد بلغت ! ، ۰ ولصدق هذه الدلالة ترى أن السمة (۲) الغالية على أسلوب النبي في كلامه المحفوظ بين أيدينا هي سمة الابلاغ قبل كل سمة أخرى بل هي السمة الجامعة التي لا سمة غيرها ، لأنها أصل شامل لما تفرق من سمات هي منها بمثابة الفروع • وكلام النبي المحفوظ. بين أيدينا : اما معاهدات ورسائل كتبت في حينها ، واما خطب و أدعية ووصايا وأجوبة عن أسئلة كتبت بعد حينها وروعيت الدقة في المضاهاة بين رواياتها جهد المستطاع والا بلاغ هو السمة المشتركة في أفانين (۳) هذا الكلام جميعا ، حتی ما جرى منه مجرى القصص ، أو مجرى الأوامر الى المرؤوسين ، أو مجرى الدعاء الذي يلقنه المسلم ليدعو الله

انظر مثلا الى قصة أصحاب الغار الثلاثة وترسلهم

بصالح الأعمال وهي كما جاء في مختار مسلم : بينما ثلاثة نفر يتمشون اخذهم المطر فاووا الى غار في جبل ، فانحطت على فم غارهم صخرة من الدبل فانطبقت عليهم ، فقال بعضهم لبعض : انظروا أعمالا علتموها صالحة على مثاله ا - اللزم ، فصل الشيء ، والمراد ، الفاصلة 2 - اي العامة والميرة ۲ - اساليبه VI