صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/69

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

د هذا الالهام النافذه السديد في تدبير المصالح العامة ، وعلاج شئون الجماعات ، هو الذي أوحي إلى الرسول الأمي قبل کشف الجراثيم ، وقبل تأسيس الحجر الصحي بين الدول هو قبل العصر

الحديث بعشرات القرون ، أن يقضي في مسائل الصحة واتقاء

نشر الأوبئة بفصل الخطاب الذي لم يأت العلم بعده بمزيد ، حيث قال : « اذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، واذا " وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فتلك وصية من ينظر في تدبيره الى العالم الانساني بأسره ، لا إلى سلامة مدينة واحدة أو سلامة فرد واحد ۰۰ اذ ليس أصون (۱) للعالم من حصر الوباء في مكانه ، وليس من حق مدينة أن تنشد السلامة لنفسها أو لأحد من سكانها بتعريض المدن كلها لعدواها

تدبير الشئون العامة

على أن الادارة العليا انما تتجلى في تدبير الشئون العامة

حين تصطدم بالأهواء وتنذر بالفتنة والنزاع ، فليست الادارة كلها نصوصا وقواعد يجري الحاكم في تنفيذها مجرى الآلات والموازين التي تصرف الشئون على نسق (۲) واحد ، ولكنها في كثير من الأحيان علاج نفوس وقيادة أخطار لا أمان فيها من الانحراف القليل هنا أو الانحراف القليل هناك . وذلك هو المجال الذي تمت فيه عبقرية محمد في جلول التوفيق واتقاء الشرور أحسن تمام ، فما عرض له أم من معضلات الشقاق بعد الرسالة ولا قبلها الا أشار فيه بأعدل الآراء ، وأدناها الى السلم والارضاء - صنع ذلك القبائل على أيها يستأثر باقامة الحجر الأسود في مكانه شرف لا تنزل عنه قبيلة لقبيلة ، ولا تؤمن عقبی (۳) الفصل فيه بایثار احدى القبائل على غيرها ، ولو جاء الايثار من طريق المصادفة والاقتراع ، فأشار محمد بالرأي الذي لا رأي غيره الحاضر الوقت ولقيل النيب المجهول ، فجاء بالثوب ووضع الحجر الأسود عليه وأشرك كل زعيم في طرف من أطرافه ، وكان تدبي حين اختلفت ، و هو 6 3 ا- امغظ ۲- نظام وترتیب ۲ - أي عاقبة . 11