صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.


عبقرية محمد الادارية


ملكات شخصية

في الاسلام احكام كثيرة مما يدخل في تصرف رجال الادارة كما نسميهم اليوم .. وفيه وصايا كثيرة عن المعاملات ، کالمساناة (۱) والمبايعة والاستقراض والشفعة والتجارة وسائر شئون المعيشة الاجتماعية يقتدي بها المشترعون في جميع العصور ولكنا لا نريد بما نكتب عن النبي أن نسرد أحكام و نبسط وصايا الدين ، فهي مشروحة في مواطنها لمن شاء الرجوع اليها ، وانما نريد أن نعرض لأعماله ووصاياه من ملكات شخصية وسلائق (۲) نفسية ، تلازمه حيث كان مؤديا لرسالة الدين ، أو مؤديا لغير الرسالة من سائر أعمال الانسان كذلك لا يعنينا مثلا أن نتكلم عن « الادارة » كأنها نصوص المنشورات و « اللوائح » التي تدار بها الدواوين ، وتجري عليها تفصيلات الحركة في مكاتب الحكومة ، فان هذه وما اليها هي أعمال منفذين مأمورين و ليست أعمال مدير ين آمين ، وانما نعني الملكة الادارية من حيث أساس في التفكير : من اعتمد عليه استطاع أن يقيم بناء الادارة كلها على أسس قويمة ، ثم بدع لغيره تفصيلات الأضابير (۳) والأوراق • فليس في وسع رجل مطبوع على الفوضى مستخف بالتبعة (4) أن يؤسس ادارة نافعة ولو كان فيما عدا ذلك كبير العقل كبير الهمة . أما السليقة المطبوعة على انشاء الادارة النافعة فهي السليقة التي تعرف النظام، وتعرف التبعة ، وتعرف الاحتصاص بالعمل ، فلا تسنده إلى كثيرين متفرقين يتولاه كل منهم على هواه . وقد كانت هذه السليقة في محمد عليه السلام على أتم ما تكون : كان يوصي بالرياسة حيثما وجد العمل الاجتماعي أو العمل المجتمع الذي يحتاج الى تدبير " ومن حديثه المأثور : ماذ! خرج في سفر فليؤمروا (5) أحدهم » المأثورة : انه كان يرسل الجيش وعليه أمير وخليفة للأمير وخليفة هي < 6 ثلاثة

ومن أعماله

ا- من قولك : استاجرته مساناة 1 - طبائع وقطرة ۳ جمع اضبارة وهي : الحزمة من الصحف 4 - المسئولية .و- اي يجعلوه رکا ء ۹۹