صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/65

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وحله » ، فرفع ابن رواحة بها صوته الجهير ، وتلاه المسلمون يرددونها و تهتز بها جنبات الوادي القريب ، فيسمعها من فارقوا مكة لكيلا يسمعو ها ولا يروا ركب النبي يخطو في نواحيها

  • * *

6

6 وكان الفتح الذي بصر به عيانا من لم يره يوم الحديبية بنور البصيرة ، وأسلم من الضعفاء والأقوياء من كان عميا على الاسلام : فريق منهم بهر هم وفاء النبي بعهده مع استطاعة نقضه وفريق منهم راعهم سمت (۱) الدين ورحتم الاسلام فيما بين المسلمين ، وجمال ما بينهم وبين نبيهم من طاعة وتمكين ، وفريق منهم علموا أن العاقبة للاسلام فجنحوا (۲) الى طريق السلامة والسلام ، وحسبك (۳) أن عمرة القضاء هذه قد جمعت في آثارها من أسباب الاقناع بالدعوة المحمدية ما أقنع خالد بن الوليد و عمرو بن العاص ، وهما في رجاحة الخلق والعقل مثلان متكافئان ، وان كانا لا يتشابهان وهكذا تجلت عبقرية محمد في سياسة الأمور ، كما تجلت في قيادة الجيوش ، فكان على أحسن نجاح في سياسته از نادی بعزيمة الحج وهو لم يفتح مكة بعدده وعدته ، واذ دعا المسلمين وغير المسلمين الى مصاحبته في رحلته ، واذ توخي (4) ما توخی من طريقة المسالمة واقامة الحجة في انفاذ عزيمته ، وان قبل العهد الذي كبر قبوله على أقرب المقربين من عترته (5) ، واذ نظر الى عقباه ، ووصل به الى القصد الذي توخاه ها ه أ- السمن : الطريق - مالوا ۳ - يكنيك 4- تحرى وقصد و عترة الرجل : السله ورهطه الاملون • ما