صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/61

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

المسلمين ما يوائم البوذيين والبرهميين ، من اجتناب القوة والتزام السلم وترك المقاومة . لكن المثل الذي قدمه النبي صلوات الله عليه في رحلة الحديبية ينقض ما توهموه ، ويبين لهم أن الإسلام قد أخذه من كل وسيلة من وسائل نشر الدعوة بنصيب يجري في حينه مع مناسباته واسبابه فلا هو پر کن الى السيف وحده ولا الى السلم وحده ، بل يضع كليهما حيث يوضع ، ويدفع بكليهما حيث ينبغي أن يدفع ، وهو الحكم المتصرف حيث يختار ما يختار ، وليس الآلة التي يسوقها السلم أو الحرب مساق الاضطرار . + + + و وقد خرج النبي الى مكة في رحلة الحديبية حاجا لا غازیا . يقول ذلك ويكرره ويقيم الشواهد عليه لمن سأله ، ويثبت نية السلم بالتجرد من السلاح ، الا ما يؤذن به لغير المقاتلين فلم يفصل بهذه الخطة بين العرب و قريش وحسب .. بل فصل بين قريش ومن معهم من الأحابيش ، وجعل الزعماء وذوي الرأي يختلفون فيما بينهم على ما يسلكون من مسالك في دفعه أو قبوله أو مهادنته (۱) ، وهو عليه السلام يكرر الوصاة لأتباعه بالمسالمة والصبر منعا للاتفاق بين خصومه على قرار واحد ، وقل من أتباعه من أدرك قصیده و مرماه حتى الصفوة المختارين ولما اتفق الطرفان - المسلمون وقريش م على التعاهد والتهادن ، كانت سياسة النبي في قبول الشروط التي طلبتها قريش غاية في الحكمة والقدرة « الدبلوماسية ، كما تسمى في اصطلاح الساسة المحدثين دعا بعلي بن أبي طالب فقال له : « بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو مندوب قريش : « أمسك (۲) ! لا أعرف الرحمن الرحيم ، بل اكتب باسمك اللهم : فقال النبي : « أكتب باسمك اللهم ثم قال : « اكتب ( هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهیل ابن عمرو ) » & . . ا- مصالحته ام امسك عن الكلام : مسكت 11