صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/158

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

او على شيء يمكن أن يتحقق في حياة الانسان ، وشيء يبقى ابدا موضع الرجاء البعيد لقد كان علي فتى يستقبل الدنيا ، وكان أبو بكر کھلا پد بر عنها أعانا محمدا في يوم حراء ولكنهما كانا معا على أبواب غد واحد ورجاء واحد ، يستوي فيه الفتي والكهل والشيخ الدالف (۱) الى قبره ، لأنه رجاء الإيمان لا رجاء المیان (۲) - المستقبل للايمان ماذا فتح الاسلام لأبي بكر من عوالم الحياة ؟ هل رجع به إلى الماضي ، أو أقبل به على المستقبل ؟ هل مشي به في حركة الى أمام أو قفل (۳) به في رجعة الى وراء ؟ الحق أن الاسلام مثل المستقبل للشيخوخة كما مثل المستقبل للشباب ، وانفصل من حالة لا تبقى ليتصل بحالة يرجي لها البقاء ، و كان يفتح أمام أبي بكر - وليس أمام علي وحده - باب الحياة الصالحة في الدنيا ، و باب الحياة الخالدة في الآخرة .. وهكذا كل عقيدة فما هي بعقيدة على أي معنى من معاني الاعتقاد أن كان خيرها كله شيئا يناله الانسان في أيامه .. فلا مناص في العقيدة من خير وراء أيام الفناء . ليذكر هذا جميعه من يتحفزون (4) للنهوض ومن يبتغون الحركة، و يقودون الخطوات المقبلة في عجلة أو أناة (5) لن تتحرك أمة الا اذا فتحت أمامها باب المستقبل، ولن تلتفت الى الماضي الا اذا كان التقاء بالمستقبل ، ولن تعيره الحياة الا وهو مبعوث من جديد في صورة الخلق الجديد ليذكر هذا من يحارون في أمر العالم اليوم وهو غارق في دمائه ، ضائق بحاضره ، معرض عن ماضيه. فيم يحار ؟ في طلب المستقبل ، في طلب العقيدة ، في طلب المسوغ للوجود لأن الوجود وحده لا يكفي الانسان الا أن يكون على طبقة مع الحيوان - فالايمان للمستقبل . • و عسى أن يكون المستقبل للايمان أن يجد العالم عزاء باقيا من يوم النار ون صاحب و عسی يوم : النار . ا- الذي يمشي مشي المقيد وفوق الدبيبه - المشاهدة ۲- رجع وعاد - اي پستعدون 5. تمهل وهمسر TOA