صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/157

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وان ابن الخطاب لنبيل ملهم الفؤاد - سواء كار هو المقترح او مجیب الاقتراح . حين نظر إلى غار « ثور » ولم ينظر في التاريخ الى نصر المدينة ولا إلي نصر بدر ، ولا الى نصر أحد ، ولا الى نصر فارس ، ونظر الى تلك « الجنود التي لم تروها » وقد نراها نحن الآن يوم الدعوة لم يكن يوم الاسلام الاول ، لأن الدعوة كلمة يستطيعها كل انسان ، و يستطيع النكول (1) عنها بعد قليل أو كثير . ويوم میلاد النبي لم يكن يوم الاسلام الاول ، لأن ميلاد محمد لم يكن معجزة الإسلام كما كان ميلاد عیسی معجزة المسيحية ، ولأن محمد بشر مثلنا في مولده ولكنه سيد الرسل ، يوم دعا ، و يوم تجا بالدعوة إلى حيث تنجو و حیث تسود، وحيث يكون امتحانها الأول في قلب صاحبها وقلب صاحبه الصديق ، وهما اثنان في غار كذلك تؤرخ العقائد والأديان : بالشدة تاريخها ، وليس بالغنائم والفتوح وانها لشيء في القلوب ، فلنعرفها اذن حين لا تكون الا في القلوب ، وحين يكون كل شيء ظاهر كأنه ينكرها وينفي وجودها وهي يومئذ من الوجود في الصميم عقيدة ورجاء الغار ليوم له عبر ته وعزاؤه في كل يوم ولا سيما ایام القلق والحيرة والانتظار عقيدة : فهو يوم رجاء ، ويوم نظر الى المستقبل الذي ينظر اليه من ليس له رضي في حاضر عهده ، وحاضر العالم في عهده لا يرضى أحدا من محبيه حیشما غلبت الحيرة والقلق في العالم فهنالك أمر واحد کن منه على أتم اليقين : كن على يقين أن العالم يبحث عن عقيدة روحية ! لأنه يضيق بالحاضر و ينظر إلى المستقبل ، و كل مستقبل فلا محل له من جوانح الصدور ان لم يكن موضع رجاء و مرجع ایمان ، وغاية سعي يستحق الكفاح و في التاريخ الانساني كله لم تقم قط حركة عظيمة على الماضي الذي لا مستقبل بعده، الحركات العظمی جمیعا على الر جاء في غد محجوب (۲) اس النكوض والرجوع ۴. مستور غير مرئي ' انه انما تقوم 10V