صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/153

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

الدنيا كما وقعت لولا ذلك اليتيم الذي ولد في شبه الجزيرة العربية بعد خمسمائة واحدى وسبعين سنة من مولد المسيح كان التاريخ شيئا فأصبح شيئا آخر ، توسط بينهما ولید مستهل في مهده بتلك الصيحات التي سمعت في المهود عداد من هبط من الأرحام الى هذه الغبراء (۱) ما أضعفها يومئذ صيحات في الهواء ما أقواها بعد ذلك أثرا في دوافع التاريخ ما أضخم المعجزة وما أولانا أن نؤمن بها كلما مضت على ذلك المولد أجيال وأجيال ، وما أغنانا أن نبحث عنها قبل ذلك پسنين حيثما يبحث عنها المنجمون والعرافون

فتوح ایمان

على أننا نستعظم الأحداث العظام في تاريخ بني الإنسان بمقدار ما فيها من فتوح الروح ، لا بمقدار ما فيها من فتوح البلدان . وجائز أن يقع في الدنيا طوفان أو زلزال فيتصل به من أحداث الزحوف والفتوح ما يبدل في التاريخ ، ويبعث دوافع الشعوب أما غير الجائز فهو أن تنفتح للانسان آفاق جديدة من عالم الضمير بغير عظمة روحية يوحيها الإيمان ، و بغير رسالة باطنية تسبق هذه الظواهر التي تهول الأنظار ولقد فتح الاسلام ما فتح من بلدان لأنه فتح في كل قلب من قلوب أتباعه عالما مغلقا تحيط به الظلمات ، فلم يزد الارض بما استولى عليه من أقطارها ، فان الارض لا تزيد بغلبة سيد على سيد أو بامتداد التخوم (۲) وراء التخوم ، ولكنه زاد الانسان أطيب زيادة يدركها في هذه الحياة ، فارتفع به مرتبة فوق طباق الحيوان السائم ، ودنا به مرتبة الى الله يدين بهذه الحقيقة كل من يدين بحقيقة في عالم الضمير فمن أنكرها فانما ينكر تقدم الانسان كثيرا أو قليلا في هذه 6 الطريق عقد عالم اور بي مقارنة بين محمد و بوذا والمسيح فسال : اس الارضي - الحدود