صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/136

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

6 محمد بن عبد الله كانت فيه هذه الطبائع جميعا على نحو ظاهر في كل طبيعة : كان عابدا ، ومفكرا، وقائلا بليغا ، و عاملا يغير الدنيا بعمله ، ولكنه عليه السلام كان عابدا قبل كل شيء، ومن أجل العبادة قبل كل شيء كان تفكيره وقوله وعمله ، وكل سجية (۱) فيه . تهيأ للعبادة بميراثه و نشأته وتكوينه . فولد في بيت السدانة (۲) والتقوى ، وتقدمه آباء يؤمنون و یوفون بايمانهم ، و يعتقدون ويخلصون فيما اعتقدوه ونشأ يتيما من طفولته ، فانطوى على نفسه، وتعود التأمل والجد والعزوف عن عبث الصغار ، والنظر إلى ما حوله بمين الناقد المترفع عن الدنايا، الجانح (۳) الى الطهر واستقامة الضمير و تكون في بنيته عابدا من صباه قيل : انه في الثانية أو الثالثة من عمره قد أدركته حالة يختلف شراح التاريخ في تفسيرها ، و پر و بها من سمعوا بها على روایات مختلفات لا ندري ما هو الواقع الصحيح منها ، ويتعجل بعض المؤرخين الأوربيين فيحسبها ضربا من الصرع على غير سند علمي أو تاريخي محقق يستند اليه كل ما يمكن أن نجزم به من هذه الحالة أو من غيرها أن محمدا قد تكون ليلتقي الوحي الإلهي ، وان لهذا التكوين استعدادا لا بد أن يلحظ من أوائل صباه ، لأن البنية الحية لن تتهيأ له في أيام ولا في شهر ولا في سنوات ، ولن تستطيعه الا إذا تمت أهبتها له والمولود في صلب أبيه ، ولا تقول في المهد او في الرضاع ، فمن الأقوال المتواترة : أنه كان عليه السلام اذا نزل عليه الوحي نكس رأسه ، و كرب لذلك و تر بد (4) وجهه ، و أخذته البرحاء (2) حتى انه ليتحدر منه مثل الجمان في اليوم الشاتي ، و سميع عند وجهه كدوي النحل ، وقد يصدع (۹) فيغلف رأسه بالحناء وقد شاب فقال : «شيبتني هود وأخواتهاه وعدد حين سئل عن أخواتها سورا أخرى من القرآن الكريم < ا- طبيعة - خدمة الكعبة ۳ - اي المائل - اغبر و - برج به الأمر تجريها : اي جهده 1 - يصيبه الصداع •