صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/134

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 المساواة التي تمسح ضير(۱) الخدمة وتجبر كسرها ، ولا تقتصر على العطف و الرحمة ولم يقبل عليه السلام خدمة من خادم يأنف الأحرار أن يقضوها له شاكر ين . فما كان في رجالات المسلمين كابر ابن كابر الا كان يتمنى أن يؤدي لنبيه تلك الخدمة التي تطوعت بها نفوس مواليه و أتباعه ، و هذا ضرب آخر من ضروب البر بالخدمة والتسوية فيها بين مقام الخادم و مقام المريد، فكان عمل الخادم عنده عمل التلميذ الذي يجلس إلى قدمي أستاذه، حبا لا خنوعا (۲) و تو قبرا (۳) لا مذلة ، و أدبا يفرضه على نفسه وليس بضريبة مكتوبة يفرضها عليه العرف والتأديب و على هذا كان النبي عليه السلام يكره أن تقبل يداه مخافة أن تجري العادة بهذا بين الناس ، فتحمل بينهم على محمل الذلة و الخضوع. قال أبو هريرة رضي الله عنه : « دخلت السوق مع النبي صلى الله عليه و سلم فاشتری سراويل ، وقال للوزان : زن و أرجح ، فوثب الوزان إلى يد رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلها، فجذب يده وقال: هذا تفعله الأعاجم بملوكها ، ولست بملك ، انما أنا رجل منكم ، ثم أخذ السراويل فذهبت لأحمله فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله يمدح أن يقال أن حصة النبي من خدمة نفسه كانت أعظم من حصة خامه ، وأن تعويلهم عليه كان أكبر من تعويله عليهم ، وانه جعل الخدمة على سنته ضربا من توزيع الأعمال ، أو ضربا من تعاون أبناء البيت الواحد فيما يستطيعه كل منهم من تدبيره وقضاء شئو ته : « انما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، وأجلس كما يجلس العبد » هذه كلمة السيد بامامته ، السيد بنسبه ، السيد بسلطانه السيد بالتفاف القلوب حوله ، السيد بسيادته على سره وعلانيته ورأيه وهواه . ولو عمت هذه السيادة لبطل الاستعباد ، واصبح تفاوت الدرجات متفاوت الأعمار شيئا لا غضاضة (4) فيه على صغير ولا خنزوانة (5) فيه الكبير - انما هو تقسيم أعمال ، وتعاون بين اخوان ، وان لم يكن تعاو نا بين أمثال ولقد E < ط ا. فمررها 1- اي مهالة وذلا وخضوعا ۲- احتراما - كلة ومنقصة و - تكبره ۱۴