صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/133

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ضرب وتعزير ، وربما كانت كلماته للخادم المخالف أقرب الى الملاطفة منها الى العقاب ، ومن ذلك : قصة الوصيفة التي أرسلها فأبطأت في الطريق ، فما زاد على أن قال لها حين عادت

« لولا

خوف القصاص لأوجعتك بهذا السواك ! • ضرب سواك لابن عزيز ليس بالشيء الكثير . ولكن محمدا يخشى القصاص اذا استباحه في معاملة وصيفة تهمل أمره ، وهو الذي لا يهمل له أمر عند سادة الشرفاء . وروى أنس أن النبي أرسله في حاجة ، فانحرف(۱) الى صبيان يلعبون في السوق، «واذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قبض ثيابي من وراثي ، فنظرت اليه صلى الله عليه وسلم وهو يضحك ، فقال : يا أنيس ! اذهب حيث أم تك ! » - كلمة أمر لا يقولها لخادمه الا وقد ناداه مدللا ،وقا بله ضاحكا كأنه يعتب على قرین (۲)، وقد يلام القرين بأشد من هذا الملام وكانت رحمته بعبيد غيره كرحمته بعبيده ، فكان يجاملهم و يجبر كسرهم و يقبل منهم الهدية و يكافىء عليها، ويلبي دعوتهم اذا دعوه الى طعام ، و يوصي بهم قائلا: « هم اخوانكم وخولكم (۳) جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمة مما يأكل ، و يلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم ، فان كلفتموهم فأعينو هم (۶)» و «اتقوا الله في الضعيفين : النساء والرقیق» البر بالخدمة وربما كان البر بالخدمة في هذا المقام أكرم وأنفي للهوان من البر بالخدم ۰۰ فالبر بالخادم عطف عليه ، أما البر بالخدمة فارتفاع بالخادم الى مقام السادة ، حيث لا يأنف (5) السادة من خدمة أنفسهم بأيديهم ، و ذلك هو البر بالخدمة كما عنيناه ، وذلك هو دأب (1) النبي الذي جرى عليه في بيته و بین أهله فقد كان يحلب شاته ، و يخصفه (۷) نعله و يخدم نفسه، ويعلف ناضجه - أي البعير الذي يستقي عليه الماء - فاذا رأى الخدم لهم عملا في البيت يماثل عمل سيدهم ومالك أمرهم ، فتلك هي 9 . وخدمة - ا- انحرف عنه : مال وعدل ؟ - صاحب او صديق - الفول : اسم يقع علی العبد والامة كم ساعدوهم - اي لا يستنكف - الداب: المادة والشان ۷- اي يصلحه .