صفحة:عبقرية محمد (1941).pdf/125

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 4 . أي أمل في الحياة ؟.. الدين قد تم ، وهذه الآصرة (۱) قد انقطعت فليس في الحياة ما يستقبل وينتظر : كل ما فيها للاشاحة والادبار مات الطفل ولما يدرك السنتين مصاب صغير ان كانت المصائب تقاس بسنوات المفقودين ولكن المصائب في الأعزاء انما تقاس بمبلغ عطفنا عليهم والصغير أحوج الى العطف من الكبير المستقل بشأنه وانما تقاس بمبلغ تعويلهم علينا ، وتحويل الصغير على وليه أكبر من تعويل الكبير وانما تقاس بمبلغ الأمل فيهم ، والأمل يطول في بداءة الطريق وقد يقصر في منتصف الطريق انما تقاس الام المفقودين بأعمار الفاقدين ، وأي مصاب أفدح (۲) من مصاب الستين وما بعدها في الأمل الوحيد الواصل بينها و بين الزمان ماضيه و آتیه ؟ ما تخيلت محمدا في موقف أدنى الى القلوب الانسانية من قفه على قبر الوليد الصغير ذارف العينين مكظوم الوجد (۳) ضارعا الى الله نفس قد نفشت (4) الرجاء في نفوس الألوف بعد الألوف ، وهي في ذلك الموقف قد انقطع لها رجاء عزیز : رجاء وا أسفاه لا يحييه كل ما ينفثه المصلح في الدنيا من رجاء • وكأني محمد كان يومئذ أقرب إلى قلوب الخالفين من بعده مما كان الجالسين حوله أقرب الناس اليه كان أقرب الناس اليه زوجاته أمهات المسلمين ، و كن يحببنه النساء الأزواج ، ولكن حبهن اياه لم يكن في هذا الموقف من المقربات العاطفات ، لأنه حيا أثار غيرتهن من أم الوليد المأمول، فاحتجب من عطفهن بمقدار تلك الغيرة و بمقدار ذلك الحب ، ولا لوم عليهن فيما طبع عليه الانسان ، وفيما لا يقصيه ولا يقدرن عليه و كان أقرب الناس اليه أصحابه الخاشعون بين يديه ، و ، وكان مو ، ومع $ غاية ما حسا 6

1 ا- الرابطة 1- اثقل واشد 3- يكتم حزنه 4 - النفث ، اللفخ ۱۲۵